مصور فلك يوثق مشاهد مهيبة لقرية أشباح وسط أقدم صحراء بالعالم في ناميبيا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعد صحراء ناميب في جنوب غرب إفريقيا أقدم صحراء في العالم، إذ بقيت جافة لنحو 55 مليون سنة. وتمتد لمئات الكيلومترات على طول الساحل الأطلسي لناميبيا، وقد جعلتها تضاريسها القاسية الشهيرة واحدة من أقل الدول كثافة سكانية في العالم.

يُلقبها البعض بأرض الأشباح، إذ ستجد داخلها، واحدة من أشهر قرى الأشباح في إفريقيا، التي كانت سابقًا عبارة عن مستوطنة بشرية مزدهرة.

وكانت كولمانسكوب، التي تعني بالأفريكانية تل كولمان، ذات يوم قرية نابضة بالحياة لتعدين الألماس، وكانت تضم قاعة رقص فاخرة وكازينو.

أما اليوم، فإن كثبان صحراء ناميب تهدد بابتلاع المباني المتهالكة في القرية.

لطالما يسعى المصور الفلكي البريطاني من أصل لبناني بنيامين بركات للوصول إلى وجهات فريدة خلال رحلات التصوير الفلكي، إذ اعتُبرت صحراء ناميبيا منذ زمن طويل ضمن قائمة المواقع المفضلة لديه.

يروى بركات في مقابلة مع موقع CNN بالعربية أنه خلال إحدى رحلاته الاستكشافية، صادف هذه القرية المهجورة وسط الصحراء.

ويقول: تاريخها، إلى جانب جمالها المقفر، جذبني على الفور. كنت أعلم أنها ستوفر خلفية قوية لتصوير سماء الليل، بجوّها الغامض وماضيها الغني.

ويستعيد بركات تجربة تصوير السماء ليلاً فوق مباني القرية المهجورة، قائلا: كانت تجربة سريالية. الوقوف في صمت بين مبانٍ متداعية، وسط صحراء تمتد إلى ما لانهاية، جعلني أشعر وكأنني عدت بالزمن إلى الوراء.

يلفت بركات إلى أن هذا الموقع لم يحظ بالتصوير ليلًا سوى مرات قليلة، لذا بدا وكأنه لوحة لم تمس بعد، مضيفًا: كانت النجوم في السماء أكثر سطوعًا مقابل عزلة الهياكل، ما صنع تباينًا مذهلاً بين مكان كان يعجّ بالحياة البشرية، واستعادته الطبيعة الآن.

أما عن كيفية تأثير العمارة المتهالكة ورمال الصحراء على لقطاته، فيشرح مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني أن الجدران المنهارة والرمال المتحركة شكّلت إطارات طبيعية لسماء الليل.

ويقول: غالبًا ما أُنسّق مجرة درب التبانة لتتوافق مع الهياكل، ما يدمج الماضي البشري مع الأبدية الكونية. وقد وفرت