غزال الريم... رمز الجمال مهدّدٌ بالانقراض في العراق

آدم محمود

رغم ندرتها وأهميتها التاريخية والبيئية، تتعرض غزلان الريم في موطنها الأصلي إلى النهب والإهمال، ما ينذر بفقدانها كلياً وخسارة جزء من هوية الريف العراقي والصحراء.

أثارت سرقة مئات غزلان الريم من محمية مندلي الطبيعية بمحافظة ديالى شرقي العراق، ضجة عارمة، جددت تسليط الضوء على خطر الانقراض الذي يواجهه هذا الحيوان، وسط تساؤلات عن مصيره، إذ طالما شكل جزءاً من تراث الحياة البرية في البلاد ومن هويته الثقافية والأدبية.

ومطلع يوليو/ تموز الماضي نشرت مديرية زراعة محافظة ديالى بياناً أخلت فيه مسؤوليتها عن تراجع أعداد غزلان الريم في محمية مندلي، بعد اختفاء نحو 400 غزال. وأكدت أنها سبق أن سلّمت مسؤولية المحمية التي تضمّ 300 غزال ريم إلى دائرة الغابات ومكافحة التصحر في العام 2019. وشكّل محافظ ديالى، عدنان محمد عباس الشمري، لجنة لإعداد تقرير مفصّل حول اختفاء غزلان الريم من المحمية، بعد أن كشفت تقارير منظمات محلية عن تراجع أعداد الغزلان في محمية مندلي إلى نحو 10 أو 20 غزالاً من نوع الريم النادر.

وتُعدّ الصحراء العراقية موطناً أصلياً لغزال الريم، الحيوان الذي أدرجه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ضمن القائمة الحمراء، باعتباره من الأنواع المهدّدة بالانقراض. ويواجه هذا الحيوان مخاطر عديدة جراء الإهمال والصيد، لكن السبب الأهم يكمن في التغيرات البيئية. ومع تعرّض العراق لموجات جفاف أثّرت بشكل ملحوظ على الواقعين البيئي والزراعي وعلى تربية الحيوانات، كان غزال الريم من بين الحيوانات التي طاولها الخطر، حيث سُجّل نفوق أعداد كبيرة منه.

محمية عراقية تتجه لبيع ذكور غزلان الريم النادرة

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، فإنّ العراق من بين الدول الأكثر عرضة لتغيّر المناخ والتصحر في العالم، جراء زيادة معدلات الجفاف مع ارتفاع درجات