عندما يختطف الحزب كاملا هل بقي شيء من اليمن السياسي
في تصعيد خطير يُعد من أبشع مظاهر القمع في مناطق سيطرتها، أقدمت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، الأربعاء، على اختطاف الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ غازي أحمد علي الأحول، إلى جانب 12 من قيادات الحزب البارزة، في حملة اعتقالات واسعة تُعيد رسم خريطة الحياة السياسية في العاصمة صنعاء.
2600:1f18:4188:5900:b612:1999:69bf:ad8b
العملية، التي جرت بدم بارد وتمت دون أي مبرر قانوني أو إجراءات رسمية، تمثل أحدث فصول مسلسل القمع الذي تنتهجه الجماعة المسلحة ضد كل من يرفض الخضوع لسطرتها الأيديولوجية، وسط مخاوف متزايدة من تحوّل العاصمة إلى مدينة صامتة بلا أصوات معارضة.
إذا شلوه إلى غزة فخبر خير... تغريدة تهزّ الضمير العربي
في موقف لاذع، استنكر الدبلوماسي اليمني البارز فيصل أمين أبو راس الحادثة عبر منصة إكس، مُعلناً:
طقومٌ تقطعت لغازي الأحول، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، في ذكرى التأسيس... إذا شلوه إلى غزة فخبر خير، وإذا إلى مكان مجهول فالله المستعان يا أحفاد الرسول كما تدّعون.
العبارة، التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت عن السخرية المركبة من خطاب الحوثيين الذي يدّعي النصرة للقضية الفلسطينية، بينما يختطف قادة يمنيين في الخفاء، في تناقض صارخ يُظهر تناقضات خطاب الجماعة بين الدفاع عن الأقصى وإسكات المؤتمر.
حملة تصفية سياسية ممنهجة: 13 قيادياً في قبضة الحوثيين
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن غازي الأحول لم يكن الهدف الوحيد، بل إن المليشيا نفذت حملة مُنسّقة استهدفت 13 من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، بينهم شخصيات أكاديمية ونواب سابقون وقيادات تنظيمية.
وبحسب الصحافي اليمني سياف الغرباني، الذي كشف التفاصيل عبر منشور على فيسبوك، فإن الحوثيين لم يكتفوا باختطاف الأمين العام، بل قاموا بسلسلة من الاعتقالات المتزامنة ضد القيادات، وعزلهم عن بعضهم البعض، بحيث لا يعلم قيادي ما يحدث للآخر.
وأضاف:
الحزب، الذي كان يوماً من أبرز الأعمدة السياسية في اليمن، يُستهدف اليوم بمنهجه وقياداته. لا تواصل، لا محاكم، لا معلومات. هم في معتقلات سرية، وذووهم لا يعلمون مصيرهم.
الدوافع: رفض التدجين وسعي
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على