هل نستفيد حقا من خطب الجمعة

٤ مشاهدات
تم النشر في:

ما قيمة الكلمات إن لم تتحول إلى أفعال؟ هل خُطبة الجمعة مجرد طقس اعتدناه كل أسبوع، أم أنها فرصة لإعادة صياغة حياتنا وتجديد مسارنا؟ هذا السؤال هو المدخل الحقيقي لفهم دور المنبر، الذي لم يكن يومًا مجرد كلمات تُلقى ثم تُنسى، بل كان ولا يزال منارةً للوعي، وصوتًا يذكّر الناس بما ينفعهم في دينهم ودنياهم.

خطبة الجمعة رسالة أسبوعية توقظ العقول، وتهزّ القلوب، وتوجّه النفوس نحو ما يصلحها. لكن السؤال العميق الذي ينبغي أن نطرحه على أنفسنا: هل نستفيد منها فعلًا؟ أم أننا نسمعها ثم نغادر المسجد وكأن شيئًا لم يكن؟

إن قوة خطبة الجمعة تكمن في كونها تلامس شؤون حياتنا اليومية. ليست خطابًا وعظيًا مجردًا، بل منهجًا عمليًا لو التزمنا به لتغير الكثير من واقعنا. على سبيل المثال، في خطبة المسجد النبوي الأخيرة، وجّه الشيخ عبد الله البعيجان نصائح مباشرة للطلاب والطالبات بضرورة الانضباط والجد والاجتهاد، كما دعا الآباء لمتابعة أبنائهم، والمعلمين لتحمل أمانة رسالتهم العظيمة في غرس القيم ونقل العلم.

لكن المسؤولية لا تقف هنا، بل تمتد إلى كل بيت. علّموا أبناءكم كيف يستفيدون من خطب الجمعة، وازرعوا فيهم العمل بما يسمعون، واصطحبوهم إلى صلاة الجمعة والصلوات الخمس، ليشبّوا على قيمة الكلمة الصادقة، ويروا أثرها حيًا في حياتهم. فالخطب ليست دروسًا نظرية، بل طاقة للتربية والتغيير إن أحسنا توظيفها.

غير أن التحدي الحقيقي لا يكمن في مضمون الخطبة وحده، بل في مدى تفاعلنا معها بعد انتهاء الصلاة. فكم من مرة خرجنا من المسجد، وقد أعجبتنا الكلمات، لكننا لم نترجمها إلى أفعال؟ وكم من مرة استمعنا إليها عبر التلفاز أو المنصات الرقمية، لكننا لم نتوقف لحظة لنسأل أنفسنا: كيف أُطبق ما سمعت؟

الخطب ليست كلمات عابرة، بل بوصلة لحياة متوازنة. إذا جعلناها مجرد طقس أسبوعي، فسوف نفقد قيمتها، أما إذا أخذناها كدليل عمل، فسنجد أنها قادرة على تغيير سلوكنا، وتهذيب نفوسنا، وبناء جيل يعرف قيمة الوقت والعلم، ويعيش بمعايير أسمى من

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع سبق لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم