ديفيد غروسمان الاعتراف لا يكفي
ديفيد غروسمان... الاعتراف لا يكفي
موقف /> زياد بركات قاص وروائي وصحفي فلسطيني/ أردني، عمل محررا وكاتبا في الصحافتين، الأردنية والقطرية، وصحفيا ومعدّا للبرامج في قناة الجزيرة. 11 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 08:21 (توقيت القدس) الروائي الإسرائيلي ديفيد غروسمان في روما، يونيو 2025 (Getty) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - اعتراف ديفيد غروسمان بأن ما تفعله إسرائيل في غزة هو إبادة جماعية يحمل قيمة رمزية فقط، حيث لا يؤثر على دوائر صنع القرار الإسرائيلية ولا يغير الوضع القائم.- تصريحات غروسمان تعكس تناقضات داخلية وشعوراً بالذنب، إذ يعبر عن فخره بإسرائيل كملاذ لليهود، لكنه يعترف بأن هذه القوة قامت على إنكار الآخر، مما يعمق الشعور بالذنب.
- رغم انسجامه السابق مع معاناة الفلسطينيين، إلا أن اعتراف غروسمان الحالي يفتقر للمعنى الحقيقي لعدم اقترانه بالمطالبة بالمحاسبة.
هل يمثّل اعتراف الروائي الإسرائيلي ديفيد غروسمان (1954)، بأن ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة إبادة جماعية، تحوّلاً حقيقياً يمكن البناء عليه واستثماره؟ ليس ذلك لإدانة جرائم الاحتلال، فليس ثمة معنى للإدانات في حد ذاتها، بل لتسويقه واعتباره قاعدة يمكن أن يُبنى عليها للوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، أي إقامة دولة من رحم هذه المجزرة المفتوحة وغير المسبوقة.
الإجابة بالنفي للأسف، فلم يعد ثمة وزن حقيقي للنخب الإسرائيلية داخل المجتمع ودوائر صنع القرار، على خلاف حالهم، وبخاصة معسكر اليسار، منذ الثمانينيات حتى مطلع هذا القرن، ما يكسب اعتراف غروسمان بالإبادة الجماعية في غزة الذي أفضى به إلى صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية قبل أسبوع، قيمة رمزية فقط، فأكثر ما يمكن أن يحظى به هو اقتباس في بيان تصدره هذه المنظمة الدولية أو ذلك المسؤول الفلسطيني، وهم لا يفعلون حتى هذا للأسف، لتأكيد مشروعية روايتها أو روايته بأن ثمة إبادة متواصلة في غزة، باعتراف بعض النخب الإسرائيلية نفسها.
لكن هذا لا يعني ألا أهمية على الإطلاق لتصريحات غروسمان التي قال فيها إنه اضطرّ إلى الاعتراف بالإبادة، فهناك أهمية تتعلق بخطابه
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على