الحكاية الشعبية السودانية إرث ثقافي يواجه خطر المحو
الحكاية الشعبية السودانية.. إرث ثقافي يواجه خطر المحو
آداب الخرطوم /> حسان الناصر حسان الناصر، كاتب وباحث سوداني. 09 اغسطس 2025 | آخر تحديث: 06:09 (توقيت القدس) جزء من عمل فني للفنان السوداني أحمد النحاس (فيسبوك) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - بدأت مؤسسة جُلي لفنون الحكي في تدريب الشباب على فنون السرد للحفاظ على التراث السوداني المتنوع ثقافياً وجغرافياً، والذي يشمل حكايات أسطورية وصوفية وبطولية.- تلعب الحكايات الشعبية دوراً مهماً في الحفاظ على الهوية السودانية، حيث تُستخدم اللهجات المحلية والأمثال الشعبية في السرد، مما يضفي نكهة خاصة على الحكايات.
- ظهرت مبادرات لرقمنة الحكايات الشعبية السودانية عبر التسجيلات الصوتية والنشر الإلكتروني، رغم تحديات ضعف الإنترنت في المناطق الريفية، وتُعتبر الكتب مصادر مهمة لتوثيق هذا التراث.
بدأت مؤسسة جُلي لفنون الحكي، وهي مؤسسة سودانية، مقرها في الخرطوم سابقاً، وحالياً في القاهرة، منذ العام الماضي، تدريب الشباب على فنون السرد، حفاظاً على التراث بصفته ناقلاً للتجارب الاجتماعية. فالحكاية السودانية كائن حي يتكيّف مع بيئته؛ فتأخذ طابعاً أسطورياً شمالاً، ونفحة صوفية غرباً، وملاحم بطولية جنوباً، بحسب مقولة الأديب عبد الله الطيب: تنمو الحكاية كالشجر، تتغذى من بيئتها وتظل حية بالرواة والمستمعين.
إلى جانب ذلك، تحمل الحكايات قيماً تربوية وتفسيرات للظواهر، وتحفظ الهوية في ظل التنوع العرقي. فلكل منطقة حكاياتها، مثل أبو زيد الهلالي في شمال السودان، أو أساطير الدنقلاوي في منطقة النوبة. ويعكس التنوع الجغرافي أيضاً تنوع الحكايات؛ ففي الريف، ترتبط بالزراعة وحيوانات البر، كحكاية الأرنب والضبع. وفي الصحارى، تسود حكايات الرحالة، بينما تختلف حكايات الجنوب بقبائله، مما يشكّل تراثاً غنياً يصعب جمعه.
أسطورية في الشمال، صوفية في الغرب، وبطولية في الجنوب
وفي ظل التحولات الثقافية في السودان، تبرز الحكاية الشعبية مرآة للهوية وجسراً بين الأزمنة، في مواجهة تحديات العولمة والرقمنة. وهي تنشأ كظاهرة تحمل جوهر الوجود الجمعي، ورغم التحديات المعاصرة، تبقى جسراً بين الماضي والحاضر، سواءً بالسرد الشفهي، أو محاولات التوثيق الحديثة.
وحول منهجيات
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على