الموسيقار العضوي وأعمال زياد التي لن تموت
الموسيقار العضوي وأعمال زياد التي لن تموت
موقف /> محمد عزام كاتب وصحافي مصري، رئيس قسم التحقيقات في موقع وصحيفة العربي الجديد، عمل في وسائل إعلام مصرية وعربية ودولية. 31 يوليو 2025 | آخر تحديث: 20:03 (توقيت القدس) من جنازة زياد (Getty) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - انتشرت مقاطع زياد الرحباني المصورة بشكل واسع بعد وفاته، مما ساهم في نشر أفكاره وإبداعاته رغم تناقضها مع الخوارزميات الأميركية.- زياد كان موسيقاراً ومثقفاً عضوياً، استخدم موسيقاه للتعبير عن هموم المجتمع وتطلعاته، متجاوزاً الانقسامات الطائفية والسياسية، وسعى لتحفيز التفكير النقدي وتعزيز الوعي الاجتماعي.
- إرث زياد الفني والفكري يظل حاضراً بقوة، حيث تُعتبر موسيقاه أداة للتغيير الاجتماعي والسياسي، مما يضمن استمرار تأثيره على الأجيال القادمة.
كأن تلك الخوارزميات الأميركية تشاطرنا عزاء منصوباً على مواقع التواصل الاجتماعي وفي قلوب محبي الراحل زياد الرحباني، وقد مسهم ورفاقهم الحزن، فما كان منها استغلالاً للحظة موته، إلا أن سيرت مقاطعه المصورة الواحد تلو الآخر ناشرة إياها بلا فاصل أو حائل لتصبح من بين الأكثر Viral أو رواجاً بلغتها البرمجية، رغم أن قيم بلادها التسليعية لكل وأي شيء ونموذج عملها الاستقطابي المحتفي بزبد الهراء، يتناقضان جذرياً مع كل ما اعتنقه وآمن به ويقوله الرحباني الأخير، لكنها وعن غير قصد وفي سياق تكريس وتقييد بقائنا ضمن فضائها الرقمي، أسهمت في أكبر عملية نشر مكثفة لأفكار وإبداع وإرث الفنان المشتبك مع الشأن العام مقدماً مبادئه على مصالحه بل حتى على حياته.
إنها رمية من غير رام، فنموذج زياد الثري بأبعاده الفكرية وتقاطعاتها الآنية وإنجازاته الموسيقية، يحتاج إلى إعادة التذكير به وتكراره على الآذان والقلوب، ليس من أجل جمهوره، فهؤلاء كانوا محظوظين بمعاصرته والتفاعل معه، ومضى من عمرهم أكثر مما بقي لذا ارتباطهم به يظل مشدوداً بـالنوستالجيا أو الحنين إلى ماض ثقافي أكثر ثراء وازدهاراً، ومع الأسف لم يعد متاحاً لما يسمى بالجيل زد وما بعده، أي هؤلاء الأكثر استهدافاً بتسطيح وتغييب وعيهم عمداً
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على