زياد تركنا بالحمرا وراح

١٢ مشاهدة

زياد.. تركنا بالحمرا وراح

مدونات

سالي موسى

/> سالي موسى كاتبة وباحثة لبنانية متخصّصة في القانون الدولي والشؤون السياسية. تركّز على تحليل العلاقات الدولية، خاصة في الشرق الأوسط، مع اهتمام خاص بالعلاقات اللبنانية السورية. 31 يوليو 2025 + الخط -

في الحمرا مشى الناس مع زياد. لم يكن وداعًا بقدر ما كان لقاءً أخيرًا مع فنان لم يضع بينهم وبينه يومًا أيّ مسافة. كانوا يغنّون ويبكون. وجوه شابت على مسرحياته، ووجوه صغيرة تعلّمت غضبها ونكتتها منه، جميعهم في الشارع نفسه. كأنّ الزمن كلّه اجتمع في شارع واحد.

أوّل أغنية ارتفعت من الأفواه كانت سألوني عنك يا حبيبي. تلك الأغنية التي لحّنها زياد على مقام البياتي، مقام الفرح، لكنّه حوّله بذكائه إلى مساحة وجعٍ شفيف، ليحمل حزن فيروز على غياب عاصي. هذا ما خطر ببالي: كيف استطاع زياد أن يجرّد الفرح من مقامه ليصير أداة للحزن.

لم نبكِ زياد وحده، بكينا موت رأي عام موسيقي صنعه زياد وأطلقه في هذا البلد. أمام مدخل الطوارئ كان يقف سامي حوّاط، واحد من أبناء هذا الرأي العام، يحتضن جريدة الأخبار التي وضعت صورته على صفحتها الأولى، وكأنّه يريد أن يمسك بزياد للمرّة الأخيرة. يضغط على الورق كأنّه يخشى أن يفلت منه، يخشى أن يذهب زياد ويأخذ معه ذلك الرأي العام الموسيقي اليساري الذي ظلّ خالد الهبر وسامي حوّاط يحرسانه لعقود. كانت لحظة وداعه أكبر من شخصه، كأنّ الخوف كلّه كان من أن يرحل معه هذا التيار الذي ظلّ حاضرًا لعقود.

ثم مشت الحشود خلف زياد، كانوا يبحثون عنه وهم يمشون وراءه، كأنهم لا يريدون أن يصلوا إلى النهاية.

تذكّرت في تلك اللحظة مشهدًا من مسلسل الفصول الأربعة يوم وفاة نزار قباني، حين قال خالد تاجا: الدني لسا بخير إذا في بلد كاملة بتطلع بجنازة شاعر. أمس، في الحمرا، شعرت أنّ البلد ما زال بخير ما دام شارع كامل يخرج في جنازة زياد. وفي وسط هذا الخاطر، ظلّ يرافقني زياد الذي كان وفيًّا لدمشق كما

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم