حسن كيف كنز الكهوف على ضفاف دجلة
حسن كيف... كنز الكهوف على ضفاف دجلة
علوم وآثار إسطنبول /> عدنان عبد الرزاق عدنان عبد الرزاق مراسل العربي الجديد في سورية 29 يوليو 2025 تُلقّب بلدة حسن كيف بـعاصمة الكهوف (دييغو كوبولو/ Getty) + الخط -للجغرافيا كما للتاريخ أسرار، وحين يجتمعان تتكوّن مدن تشبه الأساطير، كما في بلدة حسن كيف أو حصن كيفا، الواقعة جنوب شرقي تركيا على ضفاف نهر دجلة. بلدة ضاربة في التاريخ منذ أكثر من عشرة آلاف عام، كانت شاهدة على تعاقب حضارات السومريين، الآشوريين، الحثيين، الكلدان، الفرس، قبل الفتوحات العربية، وتحوّلت تبعيتها لاحقاً إلى ولاية باتمان التركية. ما بقي محفوراً على جدران بيوتها الصخرية وكهوفها العتيقة لا تمحوه مياه سد إليسو، ولا تغيّره تحوّلات الجغرافيا.
وبحسب ما يورد المؤرّخ عبد الباري الخلف في دورية يكيتي ميديا، عُرفت البلدة بأسماء عديدة، مثل: هسكيف، حسن دوكيف، وحصن كيف، وتعاقبت عليها حضارات كثيرة، بينها: الحورية، الميتانية، الآشورية، الفارسية، الرومانية، البيزنطية، الأيوبية، والعثمانية. ويشير الخلف إلى أن البيزنطيين استخدموها قاعدةً عسكريةً متقدّمةً في عهد الإمبراطور قسطنطين الثاني، وشيّدوا فيها القلعة الداخلية في القرن الرابع الميلادي، قبل أن يدخلها العرب المسلمون في القرن السابع، وتبلغ أوج ازدهارها في العصر الأيوبي.
عاصمة الكهوف
تُلقّب البلدة بـعاصمة الكهوف، وتضم آلاف الكهوف المنحوتة في الكتلة الصخرية، بعضها بطابقين أو ثلاثة. ووفق الباحث التركي سردار دونميز، فإن اسمها كيفا مستمد من تلك البيوت المحفورة، ويعود إلى الفترة السريانية.
يؤكّد دونميز في حديث إلى العربي الجديد أن البلدة تُعد من أقدم المناطق الأثرية، وقد أُعلنت موقعاً محمياً منذ عام 1981، وصُنّفت من التراث الإنساني. ويضيف أن أبرز ما بقي منها اليوم لا يفي تاريخها حقه، مثل جسرها الحجري، أحد أكبر الجسور في العصور الوسطى، وحمّام الأرتوقلي، ومتحف حسن كيف، وجامع سليمان الأيوبي.
وتُظهر الكهوف وطرق الحفر في الجبال أن السكان الأوائل اختاروا هذه الجغرافيا الوعرة لأسباب دفاعية، ومخاوف من الطبيعة والحيوانات والغزوات. ولعب نهر دجلة دوراً في تشكيل
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على