باسكال باتاي ضد وباء الضجيج فضيلة الكلام وحكمة الصمت
باسكال باتاي ضد وباء الضجيج.. فضيلة الكلام وحكمة الصمت
كتب /> مارلين كنعان أكاديمية لبنانية مختصّة في الفلسفة والحضارات، صدر لها العديد من المؤلّفات والأوراق البحثية، من بينها مشاركتها في الكتاب الجماعي جورج باتاي: الجنون المتنقل بين الفلسفة والقداسة (2014). 29 يوليو 2025 | آخر تحديث: 08:06 (توقيت القدس) الإصغاء ليس إلى كل ما يُقال فقط، بل إلى ما لا يُقال + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - يستعرض باسكال باتاي في كتابه مفهوم الصمت كقيمة وجودية وجمالية، مشيراً إلى أنه فعل إيجابي يتيح التأمل والإنصات، ويتناول أنواع الصمت المختلفة مثل صمت العاشق والحكيم.- يوضح باتاي أن المجتمعات الحديثة تنفر من الصمت بسبب ثقافة التواصل الفوري، ويدعو إلى تربية حس الصمت كطاقة خفية وضرورة حياتية، مستشهداً بتجربته الشخصية مع طنين الأذنين.
- يدعو باتاي إلى إعادة اكتشاف الصمت كمسعى تربوي وفلسفي، مؤكداً أنه لغة الداخل وفضاء التأمل، ويحث على الموازنة بين الكلام والسكوت لمنح الكلمة الصدق والمعنى.
أليس من التناقض أن نتحدث عن الصمت؟ كيف نُمسك بما هو، في حقيقته، غياب للكلام؟ وهل الصمت مجرد خواء، أم أنه شكلٌ آخر من أشكال الحضور؟ بسلسلة من هذه التساؤلات الطريفة في ظاهرها، العميقة في جوهرها، يفتتح الباحث والإعلامي الفرنسي باسكال باتاي كتابه رسالة صغيرة في الصمت لخدمة شديدي الصياح والجلبة (منشورات غي تريدانيال، باريس، 2025).
في زمنٍ يعلو فيه الضجيج، وتختلط فيه الأصوات بالصياح والكلام المتفلت من عقاله، يستحضر باتاي في مستهل كتابه القول الشائع إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب، ليُطلق تأمّلاً في تلك الثنائية المربكة: متى يصبح الكلام فضيلة؟ ومتى يغدو الصمت حكمة؟ لكنه لا يُسارع إلى الإجابة، بل يتأنّى عند عتبة المفهوم، مبيّناً أن الصمت ليس مجرد امتناع عن النطق، بل فعلٌ إيجابي، فسحةٌ زمنيةٌ ونفسية تتيح التأمل والإنصات والإدراك العميق.
تأمّل أنواع الصمت
ولأن الصمت ليس واحداً، يفرد باتاي لكل نوعٍ من أنواعه تأملاً خاصاً. فيتحدث على تتابع الأربعة والعشرين
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على