التطبيع مع الإبادة في غزة كأنها حدث جانبي

١١ مشاهدة

التطبيع مع الإبادة في غزة: كأنها حدث جانبي

إعلام وحريات بروكسل

نور بعلوشة

/> نور بعلوشة كاتبة فلسطينية تقيم في بروكسل 23 يوليو 2025 | آخر تحديث: 08:09 (توقيت القدس) نازحون وجرحى في مدينة غزة، 20 يوليو 2025 (علي جاد الله / الأناضول) + الخط - اظهر الملخص - تلعب وسائل الإعلام دوراً مهماً في تطبيع الجرائم من خلال التأطير الإعلامي الذي يُبرر العنف ويُسطح المأساة، مما يُحول الجرائم إلى مشاهد قابلة للهضم.
- تُظهر حادثة استهداف المسعفين في رفح نمطاً مقلقاً من استهداف عمال الإغاثة، حيث يُعاد تأطير الأحداث بعبارات تقنية تُخفي الجريمة وتُقنن القتل، مما يُجرد الضحايا من إنسانيتهم.
- يُشير الصحافي فرانك بارات إلى أن الإعلام الغربي يُمكّن الإبادة عبر تكرار الأكاذيب، مما يُحول القتل إلى مشهد يمكن تصديقه أو تجاهله.

في زمنٍ يحمل فيه البشر هواتفهم، يقرؤون الأخبار المروعة، يسمعون عن الحدث لحظة وقوعه، ويشاهدون الإبادة تُنفَّذ علناً أمام أعينهم، يبقى هناك شيء مشوَّش: الرؤية؛ فالجريمة التي لا تُرتكب في الخفاء، بل تُنفّذ أمام عدسات الكاميرات، لا يزال هناك من يُؤطّرها. ما يصل إلى العالم لا تحدّده الصور ومقاطع الفيديو التي يرسلها الناس من تلك البقعة المنسية الجائعة، بل تحدّده الكلمات التي تُخفف عبء الجريمة، والعناوين التي تُروّضها، والسياق الذي يُمحى عمداً.
حين يُسلب الإنسان من صفاته البشرية، تُفتح الأبواب أمام التعامل معه بوصفه كائناً زائداً عن الحاجة. هنا، لا تكون الإبادة بالسلاح وحده، بل بالكلمات، وبالصورة المبتورة، وبالاسم المحذوف، وبالعنوان الذي يُخفي أكثر مما يُظهر. هذا ما تشير إليه أستاذة علم الاجتماع في جامعة UCLA، أليزا لِفت (Aliza Luft) في دراستها نزع الإنسانية وتطبيع العنف (Dehumanization and the Normalization of Violence)، إذ تقول: الخطاب الذي ينزع الصفة الإنسانية يمكنه أن يمهّد الطريق للعنف، لكنه ليس شرطاً لوقوعه.
وتشير إلى أن التغيّر في الإدراك الاجتماعي الناتج عن هذا الخطاب هو ما يجعل القتل أسهل مع مرور الوقت، خاصة حين يُصبح الآخر مجرد رقم أو تهديد. هذه

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم