المتّة... سورية لاتينية أيضاً

حسن يوسف فخور

المتة طعامٌ وشرابٌ لا غنى عنه في ثقافة مجموعة غواراني، من الشعوب الأصلية لأميركا الجنوبية، فهم أول من اكتشفوا هذه الشجرة دائمة الخضرة في باراغواي واستهلكوها باسمها الأساسي يربا ماتي، معتبرين أنها هدية من الآلهة، استخدموها للتواصل معهم، ومضغطتها بعض القبائل الأميركية باعتبارها علاجاً نباتياً، لاعتقادها بفوائدها الصحية العديدة، بدأ إنتاجها عام 1886 للميلاد في شرق الباراغواي، وشكّلت جزءاً من اقتصاد سكان المخروط الجنوبي وثقافتهم، فأطلقوا عليها لقب الذهب الأخضر؛ إذ تخطّت تجارتها المنطقة الجغرافية لإنتاجها، وانتشرت نتيجة الاستعمار الإسباني للمنطقة، ثم دخلت فأصبحت جزءاً من التراث الشعبي للبلاد.
تميزت مِنطقة القلمون بطقوس المتّة التي تبدأ بصناعة الجوزة، وهي ثمرة نبات القرع، يقطفونها صغيرةً، يحفرونها، ويحرقونها من الداخل لتصبحَ صالحةً للاستخدام، ثم ينقعون المتّة فيها مدة أسبوع حتى تأخذ طعمها، تُغسل الجوزة وتجفف بعدها، وتُستخدم للمتّة فقط، يحرقون السكر داخل الجوزة بواسطة الحرّاقة، وهي أداة معدنية بسيطة لها يد، نهايتها مجدولة يتم حرقها بالنار حتى تلتهب ثم توضع في السكر الموجود داخل الجوزة، ويحرّكون السكر المحروق، فيعطي نكهةً ورائحةً محبّبةً لهم، ثم يُفرغون الجوزة من السكر، ويملأونها إلى ربع سعتها أو أقل بعشبة المتّة، تُنقع بالماء