هروب الممرضات أزمة

واحدة
تم النشر في:

تبرز قيمة الإنسان ومعنى الحياة، وتتجسد أسمى معاني الإنسانية في مهنةٍ مقدسة وهي التمريض، وأبطال تلك المهنة اللاتي يراقبن بصبرٍ ويقظة كل نبضة، كل نفس، وكل إشارة حياة، يواجهن المرض والموت بشجاعةٍ وصمود، ليقدمن العناية التي قد تكون الفارق بين الحياة والفناء.

هنا تعد وحدات العناية المركزة (ICUs)، حصن الأمان الأخير للمرضى ذوي الحالات الحرجة، إنها المساحة التي تُحتضن فيها الأرواح الضعيفة، وتُصارع الأمراض الفتاكة بأجهزةٍ دقيقة وفريقٍ طبيٍّ مدربٍ على أعلى المستويات، وتقديم الرعاية الحيوية التي لا تحتمل التأجيل أو التهاون، وتُتخذ القرارات المصيرية في ثوانٍ معدودة لإنقاذ حياةٍ تُعلق عليها آمالٌ عريضة، هذه الأقسام هي فعلاً قلب المستشفيات النابض، حيث تتجسد فيها أقصى درجات التحدي والمسؤولية في مهنة الطب والتمريض.

ولكن، خلف الأبواب المغلقة لتلك الوحدات الحيوية، تتكشف ظاهرةٌ مقلقةٌ تُهدد استمرارية وجودة الرعاية، المتمثلة في هروب الممرضات من مهام العناية المركزة، هذه المشكلة لا تقتصر آثارها على نقص الكوادر فحسب، بل تُلقي بظلالها على جودة الرعاية المقدمة للمرضى وسلامتهم، حيث تستنزف طاقات الممرضات، وتُفقدهن الرغبة في الاستمرار في بيئةٍ تتطلب قوةً نفسيةً لا تُضاهى.

وتتعدد الأسباب الكامنة وراء هذا الهروب، وتتصدرها الضغوط النفسية المستمرة وحالات التوتر الهائلة التي تعيشها الممرضات داخل هذه المراكز، فبيئة العمل تتسم بترقبٍ مستمر لحالات المرضى الحرجة، ومشاهدة الألم والمعاناة اليومية، مما يؤدي إلى استنزافٍ عاطفي هائل، هذا الاستنزاف يُفضي إلى شعورٍ عميق بالإرهاق العاطفي والعقلي، يجعل الاستمرار في هذه البيئة أمرًا بالغ الصعوبة ويؤثر على صحتهن النفسية والجسدية.

ولا يقل الخوف من الأخطاء المهنية أهميةً كسببٍ رئيسي، فالعناية المركزة تحوي عددًا كبيرًا من الأجهزة الطبية المعقدة التي تتعلق حياة المريض بها بشكل مباشر، وأي خطأ، مهما كان بسيطًا، قد يسبب وفاة المريض أو انتكاس حالته الصحية بشكل خطير.

وتتراكم هذه الضغوط لتُسفر عن ظاهرةٍ تُعرف بـ”الاحتراق الوظيفي”، بمعنى أن الممرضات قد لا يرغبن في الاستمرار في مهنة التمريض بشكل عام، أو يفضلن الانتقال إلى

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع سبق لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم