المخاض السوري فخ التطبيع
المخاض السوري... فخّ التطبيع
آراء /> علي العبداللهكاتب سوري
09 يوليو 2025 alt="كمال بلاطة " title="كمال بلاطة "/>(كمال بلاطة)
+ الخط -لم يكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سورية ولقاء الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في الرياض، في مايو/ أيار الماضي، وليد ساعته، بل كان جزءاً من ترتيبات زيارة السعودية، فثمّة تصوّر لدى الإدارة الأميركية لإعادة صياغة المنطقة بعد التطورات العاصفة التي شهدتها، سقوط النظام السوري البائد وإضعاف إيران وأذرعها، وإرساء اتفاقية إقليمية وبنية أمنية جديدة تخدم المصالح الأميركية، ما يستدعي تحريك الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل دولا عربية أخرى، وقد قاد اعتذار السعودية على خلفية الوضع في قطاع غزّة ورفض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حلّ الدولتين، إلى ترشيح سورية للانخراط فيها؛ فرفع العقوبات عن سورية ولقاء ترامب مع الشرع وضمّه لدائرة الدول العربية السنية المعتدلة خطة لاستدراج السلطة السورية الجديدة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، ما يجعل اعتبار رفع العقوبات قراراً تاريخياً تدليساً، غرضه إخفاء الفخ المنصوب للسلطة السورية الجديدة كي تسير نحو التطبيع مغمضة العينين.
جاءت أول إشارة إلى توجّه الإدارة الأميركية إلى الدفع نحو تطبيع العلاقات بين سورية والكيان الصهيوني في تصريح للمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، عندما أعلن، في 22 مارس/ آذار الماضي، أن تطبيع العلاقات بين سورية ولبنان مع إسرائيل بات احتمالاً حقيقياً، وهو (التوجّه) ما تأكد جليا في طلب ترامب، خلال لقائه مع الشرع، في الرياض، الدخول في الاتفاقيات الإبراهيمية، ما يعني أن الدفع نحو التطبيع ليس استجابة لحظية لرئيسٍ تقوده غريزته، بل جزءٌ من خطّة أميركية لهندسة الشرق الأوسط، تحقيقاً لتصوّر هدفه الرئيس تكريس توازن استراتيجي يكون للكيان الصهيوني دور قيادي فيه، فالتطبيع مع الكيان الصهيوني جزءٌ رئيس من عملية تأهيل السلطة السورية الجديدة دبلوماسيا واقتصاديا.
عكست طلبات الإدارة الأميركية من السلطة السورية الجديدة مقابل رفع العقوبات طبيعة الخطّة الأميركية والعناصر المكونة لها، فقد ركّزت هذه الطلبات على إخراج إيران وحزب الله من سورية
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على