معاق يمني يرفع رؤوس ملايين اليمنيين ويشعرهم بالفخر
الحياة قاسية للجميع وبدون استثناء ، لكن الظروف القاهرة والعقبات التي تقف في طريق هذا الشخص أو ذاك هي التي تميز الأبطال والشجعان، فهم لا يتخاذلون ولا يتقاعسون ويذرفون الدموع كما يفعل الضعفاء والنساء العاجزين عن مواجهة أمور الحياة ، بل يقفون كالجبال الشامخة رافعين رؤوسهم، ويواجهون تلك الكارثة أو الكوارث بكل رجولة وشجاعة، وهم يعلمون ويوقنون إن الله لا يضيع عباده الصابرين والمحتسبين والذين على ربهم يتوكلون، وأن الله وعد الصابرين والمجتهدين بكل ما هو طيب خاصة إذا كان المسلك الذي يسلكونه قويما ولا يسخط الله.
شخص بسيط من عامة الناس، لكنه بطل من الأبطال بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فقد أصيب بالسرطان، ثم بترت ساقه، وصار يسير بساق واحدة ويتكئ في الأخرى على العكاز ولديه 8 أطفال ولابد من إطعامهم، فهل اتخذ من تلك الإعاقة والعاهة الدائمة أسلوبا للتسول، أو طلب من أطفاله الخروج للشوارع يتسولون الناس ويذرفون الدموع لاستدرار رحمتهم وشفقتهم، أو طلب من زوجته أن تحتضن طفله الرضيع والجلوس في أبواب المساجد او علىىقارعة الطريق، لعل هناك من يشفق عليها وعلى طفلها؟ لا أبدا لم يلجأ لهذا الأسلوب الرخيص الذي لجأ إليه كثير من ضعفاء النفوس الذين فضلوا إهانة أنفسهم وتدمير كرامتهم من أجل الحصول على الفتات، فقد كان هذا البطل يدرك ان الله لا يحب هذا الأسلوب، ورغم انه شخص غير متعلم لكن فطرته السليمة جعلته يوقن إن رب العالمين يحب اليد العليا ولا يحب اليد السفلى، وهو سبحانه وتعالى أمتدح الناس الذين رغم حاجتهم لا يسألون الناس الحافا حتى ان البعض يعتقد انهم أغنياء او غير محتاجين، لشدة تعففهم.
هذا البطل بلغ الخمسين من عمره ويدعى محمد إبراهيم العمادي أرسل عائلته إلى القرية وبقي هو في المدينة يخرج بعد صلاة الفجر ولا يعود الا مع غروب الشمس، وأحيانا قد يستمر في عمله حتى صلاة العشاء، وطوال هذا الوقت يتنقل في الشوارع بين الجولات ليبيع المناديل الورقية، ويبدوا إن الناس قد اعجبوا بهذا
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على