آبار لينة بين جن سليمان والقوى الخارقة وشواهد العلم حقيقة تنتظر كلمة الفصل من البحث العلمي

تواصل آبار لينة الواقعة شمال المملكة إثارة الجدل بين الباحثين والمؤرخين، وسط تباين واسع في تفسير أصلها، فبينما تتواتر روايات تراثية تنسب حفرها إلى جنّ النبي سليمان عليه السلام، يطرح باحثون ميدانيون نظريات حديثة تستبعد ذلك، مستندين إلى شواهد جيولوجية ومعطيات أثرية على الأرض.
وتُعد آبار لينة، التي يزيد عددها على 300 بئر، من أبرز معالم قرية لينة التابعة لمحافظة رفحاء. ويصل عمق بعضها إلى نحو 20 مترًا، فيما تتميز بضيق فوهاتها، إذ لا يتجاوز قطر بعضها نصف متر، كما أنها محفورة في صخور رسوبية صلبة، ما يجعل طريقة إنشائها محط اهتمام وتساؤل مستمرين.
وفقًا لكتب تراثية مثل معجم البلدان لياقوت الحموي ولسان العرب لابن منظور، تعود قصة آبار لينة إلى عهد النبي سليمان عليه السلام. وتذكر إحدى الروايات أنه مرّ بالمنطقة بجيشه، فعطش الناس، فضحك أحد الجن قائلاً إنهم يقفون على ماء وفير دون أن يعلموا. فأمرهم النبي سليمان بالحفر، فانبثقت المياه، وبقيت الآبار شاهدة على ذلك الحدث.
أما العلامة حمد الجاسر، فذكر أن لينة ماء لبني غاضرة، مضيفًا رواية أخرى تقول إن من حفرها هم شياطين سليمان عليه السلام، في إشارة إلى تسخيرهم في المهام الخارقة، ومنها شق الآبار في الأرض.
وتجد هذه الروايات صدى في الثقافة الشعبية المحلية، مدعومة بصعوبة الحفر في مثل هذه الصخور قديمًا، وضيق الآبار الذي لا يسمح بدخول الإنسان، ما جعل نسبة الحفر إلى قوى خارقة كالجن أمرًا مقبولًا عند البعض.
باحثون ينفون الأسطورة
في المقابل، يرى باحثون أن هذه الروايات لا تصمد أمام الشواهد العلمية، من بينهم الدكتور عيد اليحيى، مقدم برنامج على خُطى العرب، الذي أكد أن ما رآه على أرض الواقع من مجسّات محفورة بجانب الآبار يدل على أن الحفر تم بأيادٍ بشرية، باستخدام أدوات بدائية، مثل صخور بازلتية مُثبتة على أخشاب بطريقة البَري والدوران.
وأضاف أن الجنّ مخلوقات غير مادية، ولا يمكنها القيام بأعمال شاقة كالحفر، لافتًا إلى أن الموقع الجغرافي
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على