سلام مشروط أم توازن مؤقت مفاوضات إسرائيل وسوريا تعود إلى الواجهة

واحدة
المدى متابعةبينما تشهد المنطقة تقلبات سياسية متسارعة برزت مفاجأة جديدة على ساحة الشرق الأوسط مع تداول تقارير عن مفاوضات غير مباشرة تجري بين إسرائيل وسوريا برعاية دولية وإقليمية وعلى الرغم من نبرة التفاؤل التي تبنتها وسائل إعلام إسرائيلية لا تزال دمشق حذرة وتضع شروطا صعبة أمام أي تقارب محتمل في ظل واقع معقد يفرضه الداخل السوري وتوازنات القوى في المنطقة مفاوضات خلف الستار قناة i24NEWS الإسرائيلية فجرت المفاجأة قبل أيام حين نقلت عن مصدر سوري مطلع أن اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل قد يوقع قبل نهاية عام 2025 وادعى المصدر أن المحادثات التي تتم بوساطة دولية بلغت مراحل متقدمة وتتعلق بترتيبات أمنية وحدود الجولان وخطوط وقف إطلاق النار رد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لم يغلق الباب تماما أمام هذا السيناريو لكنه ربطه بشرط أساسي قائلا لن نتخلى عن الجولان التطبيع ممكن ولكن الجولان سيبقى في أيدينا وهو موقف يتعارض مع الثوابت السورية التي ترى أن استعادة كامل الجولان المحتل منذ عام 1967 هو أساس أي حديث عن سلام أو تسوية في السياق مصادر سورية قريبة من الحكومة تحدثت إلى صحيفة الشرق الأوسط وأكدت وجود مفاوضات غير مباشرة بالفعل لكنها رفضت الطرح الإسرائيلي المتفائل ووصفت سوريا بأنها دولة وليدة في إشارة إلى حالة التعافي السياسي والمؤسساتي الهشة بعد أكثر من عقد من الحرب وأضافت المصادر أن دمشق غير جاهزة لعقد سلام دائم في الوقت الراهن لكنها منفتحة على اتفاق أمني معدل أو العودة إلى اتفاق فصل القوات لعام 1974 الذي ينظم الوضع العسكري في الجولان يذكر أن الحديث عن مفاوضات بين دمشق وتل أبيب ليس جديدا فقد شهدت تسعينات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية جولات عدة من التفاوض غير المباشر برعاية أمريكية كان أبرزها في جنيف عام 2000 بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك لكنها فشلت بسبب الخلاف على بضعة أمتار عند شاطئ طبريا وفي عام 2008 أعادت حكومة بشار الأسد المحاولة عبر وساطة تركية لكن المحادثات انهارت مع اندلاع الحرب السورية عام 2011 وتأتي هذه التطورات وسط تغيرات استراتيجية كبرى في المنطقة إيران تخوض مواجهة متصاعدة مع إسرائيل وفي المقابل تتجه عدد من الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع تل أبيب ما يعيد ترتيب التحالفات والضغوط على الأنظمة التي ترفض اللحاق بركب التطبيع المحلل السياسي السوري فراس عز الدين يرى أن دمشق قد تستثمر في ورقة المفاوضات كتكتيك لشراء الوقت أو لإعادة الانفتاح الدبلوماسي على الغرب لكنها لن تدخل في اتفاق حقيقي ما لم تحصل على ضمانات تتعلق بالسيادة على الجولان وانسحاب إسرائيل منه من جانبه قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية إيال زيسر لصحيفة جيروزاليم بوست إن إسرائيل تدرك ضعف الدولة السورية حاليا لكن ربما تجد فرصة لترتيب حدودها الشمالية عبر تفاهمات أمنية تبعد إيران ولا تصل إلى سلام شامل وفي ظل التصريحات المتضاربة والتكتم الرسمي من الجانبين يبدو أن المشهد لا يزال ضبابيا لكن الحديث عن اتفاق سلام في عام 2025 في ظل تمسك كل طرف بشروطه القصوى قد لا يتجاوز حتى الآن كونه اختبارا للنيات أو توجها لتهدئة جبهة محتملة الاشتعال أما الجولان الذي يتصدر العناوين مرة أخرى فيبقى كلمة السر في هذا الصراع الطويل ومفتاح أي مفاوضات فعلية يمكن أن تغير خارطة الشرق الأوسط في السنوات القادمة المصدر وكالات The post سلام مشروط أم توازن مؤقت مفاوضات إسرائيل وسوريا تعود إلى الواجهة appeared first on جريدة المدى

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المدى لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم