سن لومومبا
سنّ لومومبا
ملحق سورية الجديدة /> عبير داغر اسبر عبير داغر اسبر، كاتبة ومخرجة سورية 17 يونيو 2025 (إبراهيم الصلحي) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - في يونيو 2022، أعادت بلجيكا سنّاً من رفات باتريس لومومبا إلى الكونغو الديمقراطية، مما يبرز أهمية الذاكرة والتاريخ في السينما.- فيلم Soundtrack to a Coup d’État يوثق دور بلجيكا وأميركا في اغتيال لومومبا، ويضعه في سياق حركات التحرر الوطني، مما يعزز دور سينما الذاكرة في توثيق التاريخ.
- في سوريا، تسهم سينما الذاكرة في توثيق تجارب البلاد منذ 2011، وتساعد في تشكيل الهوية والتسامح مع الذاكرة المشوهة بسبب العنف.
شهد العالم في يونيو/ حزيران 2022 لحظة رمزية عميقة الدلالة، حين أعادت بلجيكا إلى الكونغو الديمقراطية سنّاً واحدة من رفات الزعيم الأفريقي باتريس لومومبا، الذي دبِّرت اغتياله في عام 1961. كانت هذه السنّ كل ما تبقّى من جسد رجلٍ رفض أن يبيع حلم الاستقلال أو أن يُروَّض ليلائم شروط المستعمِر. قُتل، قُطِّع، وأُذيبت جثته في حامض الكبريت، في محاولة لإخفاء أثر الفكرة التي جسّدها. لكن الرمز، كما تُعلّمنا الحرية، لا يموت، وإن بدا ذلك مؤقتاً. حتى إن تلك اللفتة التطهيرية البلجيكية المتأخّرة، بكل سخريتها، كشفت عن حقيقة أن الذاكرة لا تموت، وأن التاريخ لا يُدفن بسهولة، خاصة حين تتولى السينما مهمة استعادته وإعادة تقديمه للأجيال. ولأن السينما هي ضمير الأمم وذاكرتها، فقد جرى حديثاً (2024) إخراج فيلم وثائقي يؤرّخ للدور الاستعماري لبلجيكا وأميركا في اغتيال باتريس لومومبا. في فيلم Soundtrack to a Coup d’État، وبترجمة حرفية يصبح العنوان موسيقى تصويرية لانقلاب، لا يُقدَّم لومومبا زعيماً أفريقياً منعزلاً، بل يُدرَج ضمن مشهد عالمي لزمن التحرّر، حيث تشكّلت جبهة من زعماء وشعوب كانت تحلم بكسر النظام الكولونيالي من الداخل. يوثّق الفيلم لحظة صعود جمال عبد الناصر رمزاً لحركات التحرّر الوطني وسياسة عدم الانحياز، ويستقرئ حضوره في مؤتمرات باندونغ ولقاءاته مع نكروما وسوكارنو وتيتو، كجزء من محاولة تأسيس عالم ثالث مستقل.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على