الدكتور محمد هماش الردفاني تجليات الإنسانية في مهنة الطب

٤ مشاهدات


عندما يتجاوز الطب حدود العلم المادي ليصير فنّاً للوجود الإنساني، وحين تتحول المهنة إلى كينونة أخلاقية، ندرك أننا أمام ظاهرة نادرة. الدكتور محمد هماش ليس اسماً في سجلّ الأطباء، بل هو مفهومٌ قائمٌ بذاته، فلسفةٌ علاجيةٌ تتجاوز الوصفات الطبية إلى معالجة الوجود الإنساني في أعمق تجلياته. إنه الطبيب الذي حوّل العيادة إلى محرابٍ للرحمة، والعلاج إلى طقسٍ من طقوس العطاء.

في عوالم الطب التي تتحول تدريجياً إلى آلات تشخيص صمّاء، يظل الدكتور هماش شاهداً على أن الطب لم يفقد بعدُ روحه. هنا، لا نجد طبيباً يمارس مهنته، بل إنساناً يمارس إنسانيته بكلّ أبعادها. إنه لا يكتفي بقراءة التحاليل، بل يقرأ في عيون الأطفال قصصاً من الخوف والأمل، ويستمع إلى دقات قلوبهم كما يستمع فيلسوف إلى نبض الوجود.

إنسانيته ليست شعاراً يُرفع، بل هي نسيجٌ يوميٌّ من الصبر الذي لا ينفد، والاهتمام الذي لا يعرف حدوداً. إنه يعالج الجسد بيد، ويمسح الدموع باليد الأخرى، وكأنه بهذا يشير إلى أن الطب الحقيقي هو ذلك الذي يتعامل مع الإنسان ككلٍّ غير قابل للتجزيء.

التفاني عند الدكتور هماش ليس مجرد ساعات عمل إضافية، بل هو نوع من الوجود المختلف. إنه يمارس ما يمكن تسميته بـ”الزمن العلاجي المقدّس”، حيث تتوقف ساعات العيادة عن الدوران وفقاً للوائح الإدارية، وتدور فقط وفقاً لرحمة الطبيب بمرضاه. إنه يخلق زمناً موازياً، زمناً لا تحكمه الدقائق والثواني، بل تحكمه حاجة المريض.

في هذا الزمن الخاص، يصبح الانتظار خارج العيادة ضرباً من العبث، لأن الطبيب هنا لا يقيس العلاقة بالمرضى بعدد الحالات التي أنهى تشخيصها، بل بمدى ما قدّمه من اطمئنان وسكينة. إنه يدرك أن بعض الكلمات الطبية قد تكون أهم من الأدوية، وأن نظرة العين قد تشفي أحياناً ما لا تشفيه الوصفات.

في عصر تحوّل فيه الطب إلى سلعة في سوق الاستهلاك، يقدم الدكتور هماش نموذجاً مختلفاً جذرياً. إنه لا يرى في المريض عميلاً، بل يرى في نفسه خادماً لهذه الرسالة السامية. تواضعه ليس تنازلاً عن الحقوق، بل هو ارتقاءٌ

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عرب تايم لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم