بناء الأدب
بناء الأدب
موقف /> ممدوح عزام كاتب وروائي سوري 07 فبراير 2025 فادي يازجي/ سورية + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - بعد الثورات، تظهر أشكال تعبيرية جديدة تتماشى مع التغيرات الاجتماعية والسياسية، لكن الأدب لا يعكسها دائمًا بشكل فوري إلا إذا كانت التغيرات انقلابية.- الثورات العربية ركزت على إسقاط الأنظمة المستبدة دون إعادة تشكيل الوعي الاجتماعي، مما صعّب تحقيق ثورة في الأدب العربي خلال العقد الماضي.
- لا يُعتبر تحقيق ثورة فنية في الأدب العربي ضروريًا حاليًا، لكن المستقبل قد يتيح فرصًا أكبر للتعبير عن التغيرات الاجتماعية والسياسية مع بناء الدولة الجديدة.
من المعروف تقريباً أنه بعد كلّ ثورة فشلت أو نجحت، نشأت أشكال تعبيرية معيّنة تحاول أن تناسب الوضع أو الحالة التي حدثت في المحيط البشري. حدث هذا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ماتت أشكال وتجدّدت أنواع ونشأت أشكال أُخرى وأساليب للتعبير مختلفة. فما الذي حدث بعد الثورات العربية؟
أظنّ أنّ علينا أن نُعيد صياغة السؤال أو نؤخّر طرحه ريثما نعثر على الأساس الذي يدفع الأدب والفنّ للثورة، وهو: هل يتحتّم على الأدب أن يُحقّق ثورة في الكتابة بالتزامن مع الثورة السياسية؟
لا يُحبّذ تاريخ الأدب الموافقة على التصريح بضرورة تحقُّق هذا الأمر، ولا شكّ في أنّ العلاقة بين الأدب والفنّ من جهة، وتبدّلات الواقع من جهة ثانية، لا تسير في منحىً متزامن، فلا يتغيّر الأدب تبعاً للتغيّرات السياسية إلّا إذا كانت تلك المتغيّرات ذات طبيعة انقلابية أو ثورية، تغيُّر النظام الاجتماعي كلّه، لا النظام السياسي وحده.
هل كان مطلوباً من الأدب العربي أو السوري أن يُحقّق ثورة في الأدب والفن؟
ومثال ذلك هو حال الأدب والفنّ في روسيا بعد ثورة أكتوبر/ تشرين الأول 1917. فقد كانت البلاد تشهد ثورة فكرية (هذا هو المُعلَن) على الصعيد الاجتماعي والسياسي، وكانت النيّة تتّجه لتهديم المجتمع الرأسمالي وبناء مجتمع اشتراكي جديد ومختلف تماماً، بينما حاول الأدباء والفنّانون ابتكار أساليب جديدة في
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على