الذكاء الاصطناعي بين الإحصائيات الرقمية وعاطفة الجماهير

٣٣ مشاهدة

إن أول ما يلفت الانتباه في استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل مشاعر الجماهير، هو التساؤل حول قدرة هذه الأدوات الرقمية على فك رموز تعقيدات التفاعل الإنساني؛ حيث تعتمد التقنيات الحديثة على مسح وتحليل الكم الهائل من البيانات التي تنشأ على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر معه الجماهير مشاعرها بشكل فوري من خلال التفاعلات والآراء، ويمكن لهذه البيانات أن تساعد الأندية في تحليل مزاج الجماهير وفهم اهتماماتهم بشكل أدق وأسرع.

لكن.. في الوقت ذاته؛ يطرح هذا التحليل الرقمي تحديًا فلسفيًا عميقًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلتقط جوهر العلاقة العاطفية بين الجماهير ونواديهم؟! هل من الممكن اختزال التجربة الرياضية إلى مجرد معادلة رقمية أو مجموعة من الكلمات المتكررة على الشاشة؟! في حين أن الخوارزميات قد تستطيع رصد المشاعر الظاهرة؛ إلا أنها تبقى عاجزة عن استيعاب الأعماق العاطفية التي تتضمنها العلاقة بين الإنسان وفريقه.. تلك التي تتجاوز الكلمات والتعبيرات الظاهرة لتصل إلى صميم الشعور الداخلي.

إحدى المفارقات الرئيسية في هذا السياق هي الفجوة بين القدرة التقنية للذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، وبين القدرات المحدودة له في فهم الأبعاد الإنسانية العميقة؛ فالذكاء الاصطناعي يعتمد في تحليله على معلومات ملموسة قابلة للقياس؛ لكنه لا يستطيع فهم السياقات الثقافية والاجتماعية التي تشكل ردود الأفعال العاطفية؛ عندما يردد مشجعو نادي الاتحاد في الرياض شعارات الحماس قبل مباراة حاسمة، أو يعبرون عن خيبة أملهم بعد هزيمة مفاجئة؛ فإن هذه المشاعر تتأثر بعوامل عديدة؛ يتقدمها التاريخ الرياضي للنادي، ثم الذاكرة الجماعية للمشجعين، فالتوقعات المستقبلية والتفاعلات الشخصية التي تتجاوز قدرة الخوارزميات على تحليله بشكل كامل.

ومع ذلك.. تكمن الفجوة الأكبر في عجز هذه الخوارزميات عن فهم ما هو «غير مرئي» في المشاعر الإنسانية؛ فقد تظهر الخوارزميات تفاعلات محددة في مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكن لا يمكنها أن تستشعر ذلك الشعور الذي يتغلغل في قلب كل مشجع عندما يغادر الملعب بعد هزيمة مفاجئة، أو تلك اللحظة الطاغية التي يشعر فيها الفائز بأنه قد حقق شيئًا أكبر من مجرد انتصار رياضي.

إن التحدي

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم