القول قول محمد استثمار يغير قواعد اللعبة
٢٨ مشاهدة
ولعل واحدة من أبرز الأمثلة على ذلك كانت في بداية ولاية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب، حينما طرح عليه سؤالاً بسيطًا عن أول دولة سيزورها. إجابته لم تكن مجرد تصريح عابر، بل حملت معها طلبًا مباشرًا بأن يتم شراء منتجات أمريكية بمبالغ ضخمة تصل إلى ٥٠٠ مليار دولار إذا كانت السعودية على جدول الزيارة.
هنا، تكمن الفكرة. كان الرد السعودي على ذلك استثنائيًا في مضمونه واستراتيجيًا في تطبيقه. تم تعديل هذا الطلب من مفهوم «الشراء» إلى مفهوم «الاستثمار» وبمبالغ تصل إلى ٦٠٠ مليار دولار، وهو تغيير يعكس فهمًا عميقًا للأولويات الوطنية والاقتصادية. بدلاً من ضخ أموال طائلة في منتجات ستنتهي فائدتها بمجرد استخدامها، تم توجيه هذه الأموال نحو استثمارات طويلة الأمد تعود بالنفع على الاقتصاد السعودي والأمريكي على حدٍّ سواء.
هذا التعديل، الذي يحمل بصمة الأمير محمد بن سلمان، يعكس ذكاءً سياسيًا وحكمة اقتصادية تستحق الإشادة؛ فالفرق بين «الشراء» و«الاستثمار» ليس مجرد اختلاف لغوي، بل هو فرق جوهري يعكس رؤية بعيدة المدى وحرصًا على تعظيم الفائدة. الاستثمار يعني شراكة، بناء، ونقل للخبرات والتكنولوجيا، بينما الشراء يعني تبعية واستهلاكًا. وهو ما تم قبوله مباشرة من قبل الإدارة الأمريكية مع أملهم أن يتم رفع المبلغ إن كان بالإمكان وهو ما أشار إليه الرئيس ترمب في مؤتمر دافوس الأخير.
الأمير محمد بن سلمان، من خلال هذا الموقف وغيره، أعاد تعريف العلاقة بين المملكة والعالم، حيث لم تعد السعودية مجرد سوق استهلاكية، بل شريكٌ استراتيجيٌ يسعى لتحقيق مصالح متبادلة قائمة على أسس متينة من التعاون والاحترام.
هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج رؤية استراتيجية تتماشى مع التحولات العالمية وتطلعات المملكة لتحقيق أهداف
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على