الطبيب المسوق
يقول الداعية الفاضل في حسابه الذي يتابعه عشرات الآلاف: اتقوا الله يا عباد الله، واغتنموا العشر؛ ففيهن ليلة خيرٌ من ألف شهر. وبعد قليل يعقب قائلاً: من يرغب في عسل سدر أصلي فليتواصل على الخاص!!
أما استشاري القلب والأوعية الدموية فيقول: افحص الضغط والسكر والكولسترول باستمرار من أجل صحتك.. ثم يستأنف: مَن يُرِد الحصول على عود كمبودي أصلي فليراسل المنسق على الرقم المدون في البايو!!
وهناك يكتب الأديب:
منك الفؤاد غدا يئن مرفرفا ** أأشق عنه ضلوعه لأريك؟!
ويزيد: سارعوا إلى التخفيضات في المتجر المجاور فهو يبيع ميكروويفات بأسعار مناسبة!!
انشغال بعض كبار الأطباء والدعاة والأدباء بالإعلانات أصبح ظاهرة لا تكاد تخطئها العين؛ فتجد كل مجموعة من التغريدات في حساب أحدهم يعقبها تغريدة تحمل إعلانًا تجاريًّا!! ما يحوِّله في نظر بعض متابعيه إلى مُسوِّق يدوّر فضل الله أكثر من كونه عالمًا متخصصًا في أحد العلوم!! وقد يؤدي ذلك لانصراف الناس عن استشارته!!
ارتبط المستشارون في أذهاننا بالزهد وحسن السمت، فكيف نأخذ استشارة من شخص يروِّج لزيت يزيد من كثافة الشعر؟!! أو نستشير طبيبًا يعلن عن شقق تمليك؟!!
كم كنت سعيدًا وأنا أقرأ تدوينة لأحدهم نصها كالآتي: أعتذر من جميع المتابعين عن إعادة أي إعلان تجاري خشية من إثم تزكية ما لا أعرفه!!.
من حق كل واحد أن يبحث عن زيادة دخله بالطرق المشروعة، ولكنني لا أستسيغ أن يكون حساب العالم الذي يقصده الناس لينهلوا منه العلم والمعرفة هو نفسه الحساب الذي يروج للبيع والشراء.. فهل أنتم مثلي أم لا؟!!
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على