للحسد حسنات هذا ما يحفزه في الدماغ
يعد الحسد من المشاعر المتدنية، ورغم أن غالبية الناس يشعرون بالحسد والغيرة في أوقات معينة تجاه آخرين فإن أحداً لا يريد أن يُنظَر إليه باعتباره حسوداً.
لكن قراءة سلسلة من الدراسات النفسية دفعت إلى إعادة التقييم، وذلك لأن الحسد يبدو أنه يقوي وظائفنا الإدراكية، وفق تقرير لموقع «سايكولوجي توداي».
وأشار التقرير إلى أنه عندما طلب الباحثون من ما يقرب من 500 فرد قراءة نصوص عن شخصيات خيالية ناجحة ووصف ما إذا كانوا يشعرون بالحسد أو الإعجاب، وجد الباحثون أن أولئك الذين شعروا بالحسد سجلوا تفاصيل أكثر عن الشخصيات الخيالية مقارنة بأولئك الذين شعروا بالإعجاب.
وفي دراسة أخرى، خضع فيها الطلاب لاختبارات الإبداع، كان أداء أولئك الذين شعروا بالحسد أفضل من أولئك الذين لم يشعروا بذلك.
وأشارت النتائج إلى أن الحسد يشحذ قدراتنا العقلية، مثل الذاكرة والإبداع، بطريقة لا يفعلها الإعجاب. وفي الوقت نفسه، فإن الإعجاب شعور ممتع، في حين أن الحسد غير سار.
وربما تكون الآلية العصبية الأساسية هي أن الغيرة تنشط الحزام، وهو جزء من الدماغ مهم للألم. لا يكون الحزام نشطاً عندما نشعر بالإعجاب، وبالتالي فهو ليس مؤلماً.
ولكن لماذا إذن نمتلك في ذخيرتنا العاطفية شيئاً غير سار ولكنه في الوقت نفسه يعزز إدراكنا؟
علم النفس البشري لم يتطور ليعيش حياة مجهولة في المدن الكبرى، بل ليعيش في مجموعات صغيرة حيث يلتقي المرء الجميع مراراً وتكراراً وفي مثل هذه المجموعات، ربما كان وضع المرء الهرمي مهماً للغاية، وفق التقرير.
والحسد هو وسيلة الدماغ للتأكد من أننا نناضل من أجل مكانتنا في المجموعة: سأتقدم لأثبت أنني جيد مثله. ولكي نتقدم، نحتاج إلى شحذ قدراتنا الفكرية، وهذا هو بالضبط ما يؤدي إليه الحسد، وفقاً للدراسات.
وختم التقرير بالقول: «في المرة المقبلة التي تشعر فيها بالحسد، تذكر أن قدراتك المعرفية قد تم تعزيزها وأنك حاد بشكل خاص في هذه اللحظة. بدلاً من دفع الحسد بعيداً والشعور بالحرج، استخدمه في شيء بنّاء».
); googletag.cmd.push(function(){googletag.display(div-gpt-ad-3341368-4); }); }أرسل هذا الخبر لأصدقائك على