أم كلثوم الزمن في ثانية
أم كلثوم... الزمن في ثانية
موسيقىهيثم أبوزيد
/> هيثم أبوزيد 03 فبراير 2025 من حفلها الباريسي الشهير عام 1967 (فرانس برس) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - أم كلثوم، بصوتها الفريد، أسرت قلوب الناس منذ ظهورها في دلتا النيل وانتقالها إلى القاهرة عام 1923، حيث تربعت على عرش الطرب العربي لمدة قرن.- رغم الاهتمام الإعلامي، ركزت الكتابات على حياتها الشخصية أكثر من فنها، وظل سر مكانتها وأثرها العميق دون إجابة شافية للأجيال الجديدة.
- امتلكت إمكانات صوتية استثنائية، تميزت بالارتجال وتوظيف القوالب الغنائية القديمة بطرق حديثة، مما جعلها تتربع على عرش الغناء العربي بثقة وجرأة.
لم يتعرض صوت عربي لاختبار الزمن بقدر ما تعرض له صوت أم كلثوم؛ فمنذ ظهورها في مدن دلتا النيل وقراها، أخذت بألباب الناس، وحقّقت شهرة كبيرة في محافظات الوجه البحري، من دون راديو ولا أسطوانات ولا ميكروفون ولا تخت موسيقي، وإنما بالغناء المباشر في الأفراح والمناسبات الدينية. وحين انتقلت من قريتها للاستقرار في القاهرة عام 1923، لم يكن مجتمع الفن والفكر والثقافة بحاجة إلى وقت طويل حتى يدرك أنه أمام موهبة خارقة، وصوت معجز، وأداء هو من آيات الفن الرفيع. تربعت أم كلثوم على عرش الطرب خمسين عاماً في حياتها، وخمسين أخرى بعد رحيلها، وكانت الأعوام الـ100 كافية لإثبات أن الزمن لا يجود بمثل صوتها، وأن عالم الغناء لن يعرف مثل سطوتها وهيمنتها. انقضى نصف قرن مذ خرج الناس بالملايين لوداعها، لكن خلال العقود الخمسة، لم يحلم مطرب، ولا مطربة، أن يقترب من مكانها أو مكانتها، فجميعهم يتنافسون عند سفح الجبل الذي استراحت هي على قمته. كان صوتها سرّها، وسرّ نفوذها إلى قلوب العرب. لم تُخفِ أم كلثوم سرّها يوماً، فقد باحت به في كل محفل من محافلها العظمى التي كان ينتظرها العرب جميعاً.
لم تحظ امرأة عربية بالاهتمام الصحافي والإعلامي قدر ما حظيت أم كلثوم، فقد كُتبت عنها آلاف المقالات، وصدرت حول سيرتها عشرات الكتب، وبثت الإذاعات والتلفزات العربية
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على