بوتين والحاجة إلى الشرع
بوتين والحاجة إلى الشرع
زوايا /> بيار عقيقي صحافي لبناني، عمل في صحف ومجلات ودوريات ومواقع لبنانية وعربية عدّة. من فريق عمل قسم السياسة في الصحيفة الورقية لـالعربي الجديد. 01 فبراير 2025 alt="بوتين والشرع"/>+ الخط -لم يُبنَ تشكّل الوقائع السياسية في العالم سوى على مبدأ تأمين المصالح المتبادلة، وكلّ ما يزعزع هذا المبدأ يؤدّي إلى توتّرات وصدامات وصولاً إلى اندلاع حروب.
الثلاثاء الماضي كان يوم الوفد الروسي في دمشق، وفي رئاسته نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، ومبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاصّ إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف. جرى التوافق بين الوفد وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، قبل تنصيبه رئيساً للبلاد الأربعاء الماضي، على الحاجة إلى تأمين المصالح المتبادلة بين الطرفَين. هي الحاجة نفسها التي دفعت الاتحاد السوفييتي إلى الاستعانة بسورية مركزاً أساسياً له في المياه الدافئة في عام 1971، وهي الحاجة نفسها التي روّجها بوتين لتدخّله العسكري في سورية بدءاً من 30 سبتمبر/ أيلول 2015، لدعم الرئيس المخلوع بشّار الأسد. أثبتت روسيا أن ما دفعها إلى دمشق في المرَّتَين الحاجة إلى حيّز جغرافي يسمح لها في ترك أبواب المضائق التركية إلى البحر الأسود مفتوحةً أمامها، وأيضاً نقل أيّ معركة موجّهة ضدّها بعيداً من البرّ الروسي من جهة أخرى.
من الصعب تخيّل أنه، قبل فترة قصيرة جداً، رُفعت صور مشتركة للأسد وبوتين في احتفالات شعبية في سورية المفيدة، الممتدّة من دمشق إلى الساحل السوري. واليوم لم يعد غريباً رفع صور مماثلة لبوتين والشرع، في حال حصلت، ولا حتى الحديث عن مناورات سورية روسية مشتركة، أو رفع وتيرة تعليم اللغة الروسية في سورية. ربّما قد يحصل ذلك وأكثر، غير أن المطلب الأساسي للشرع تلخّص في طلب دمشق من موسكو تسليم الأسد. تعلم روسيا أن الغرب اشترط على السوريين عدم التعاون معها في مقابل تسهيلات مرتبطة برفع العقوبات عن سورية، المفروضة منذ أيّام النظام المخلوع، وتقديم مساعدات واسعة النطاق. يدرك الروس أن موقف الشرع ليس سهلاً حيال تأمين المصالح
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على