حرب التعرفة الجمركية وهاجس ترامب لتغيير نظام التجارة الدولية

فكتور شلهوب

استمع إلى الملخص

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعرفة جمركية عالية على البضائع المستوردة من كندا والمكسيك بنسبة 25% ومن الصين بنسبة 10%، على أن يبدأ العمل بها يوم غدٍ الثلاثاء. ومع أن خطوته هذه لم تكن مفاجئة لأنه سبق أن توعّد بها، لكن كان لها وقع الصدمة التي شغلت واشنطن في اليومين الأخيرين، نظراً لما يمكن أن يترتب عليها من تداعيات مكلفة، ولو أن القلة من مؤيديها رحبوا بها باعتبارها إجراء تصحيحياً مطلوباً لضمان استمرار أميركا في الموقع المركزي للتجارة العالمية، كما لضمان اعتماد الدولار عملة رئيسية للاحتياط الدولي.

وانطوى الإجراء على تحذير الآخرين من تطبيقه ضدّهم، سواء كانوا من الحلفاء أو الخصوم، إذا استدعى الأمر ذلك، وبما يعني أن الإدارة لن تتردد في خوض حرب على التجارة الدولية.

لماذا استهدف ترامب الجارين الحليفين بالدرجة الأولى، ولا سيما أنهما أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة؟ ولماذا خصّهما بتعرفة أعلى من تلك التي فرضها على الصين التي تعتبرها واشنطن بمثابة الخصم والمنافس الأخطر لها، والتي تحقق الفائض التجاري الأعلى سنوياً معها؟ حسب قيود 2024، بلغت واردات أميركا من الصين حوالي 400 مليار دولار، مقابل 131 مليار صادرات لهذه الأخيرة. كما استوردت