كل أمر حادث هو حالة جديدة

٣٠ مشاهدة
ما يمور على أرض الواقع أحداث متداخلة، ولا يمكنك الارتهان في الحكم على وقائع سابقة، فلكل يوم نصيبه الخاص من الأقدار، ولذلك لا تستعجل في إصدار الأحكام على ما تراه أمام بصرك، فالبصر مخاتل، والحقائق متوارية، فتنبه وأنت تسمع مقولة: (يخلق من الشبه أربعين)، هذا المثل السائر على طرف اللسان ليس له من الحقيقة إلا كثرة ترديده.
واليقين أن ليس لك شبيه، فأنت نسخة وحيدة ليس لها شبيه، وليس هناك تطابق حتى التوأم لا يشبهان بعضهما بعضاً، فالتطابق يعد حالة من حالات الاستحالة، وإن تطابق الشكل فهناك فوارق تميز كل شبيه عن شبيه، وأعظم فارق هو بصمة النفس، فلكل نفس بصمة متفردة، فكما لا تتطابق بصمة أناملك، فلن يكون لك شبيه يتطابق معك.
ولذلك تنبه أيضاً لمقولة: إن التاريخ يعيد نفسه، هي مقولة تتماثل مع الشبيه، وحقاً ليس كل زمن ينتقل للمستقبل ليكرر أحداثه الماضوية، فما حدث يضمر في زمنه، وإن ظهرت أحداث تتقارب مع زمن سابق، فهذا لا يعد إعادة التاريخ، وإنما تراكم الأحداث على فكرة اقتبست أو حالة مرت في الذاكرة المكتوبة (أو شفوية) عن حدث سابق، ولأن الناس يتشبثون بمقارنة ما مضى بما هو حادث تجدهم يلجأون إلى التشبيه، ولهذا سارعوا إلى القول: (التاريخ يعيد نفسه).
ويمكن الوصول إلى أن الذاكرة الساكنة الباحثة عن قياس سابق تتمثله، هي التي تعيد زمناً ماضياً لتحيله في زمن حاضر.
وهذا ما يحدث في ثبات مفردات بعينها على أن دلالتها تعني شيئاً بعينه، بينما تكون تلك المفردات لها معنى محدد تم ترسيخه في أذهان الناس، فمثلاً على هذه الجزئية أن كل مفردة في القرآن لها معنى بعينه لا تحيد عنه، ففي القرآن ليس هناك تكرار، فالمفردة تكتسب وجودها بمعناها الذي أراد الله لها أن تكون عليه.
إن التشبث بالتشابه هي معضلة الفكر الذي يسترجع الماضي في الحاضر، ولا يشق للمستقبل طريقاً له معطيات الحاضر.
فمياه النهر التي عبرتها مضت إلى مصبها، وهي لا تسير معك أينما اتجهت صعوداً.
ومع الأحداث المتلاحقة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم