رمضان بين القيم التربوية والغياب الممنهج

٣٦ مشاهدة

شهر رمضان، الذي أراده الله تعالى مدرسةً إيمانيةً وتربويةً، تحوّل في السنوات الأخيرة إلى موسم لظاهرة مُقلقة تهدد جوهره الروحي والتعليمي. فبدلًا من أن يكون فرصةً لتعزيز قيم الانضباط الذاتي والالتزام والمسؤولية، أصبح رمضان لدى البعض ذريعةً لتبرير غياب الطلاب عن المدارس بشكلٍ «ممنهج»!

ما كان في السابق حالات فردية يمكن تفهمها، تحوّل اليوم إلى سلوك جماعي يتم التخطيط له عبر «مجموعات الواتساب» بين أولياء الأمور، حيث يتفقون على غياب أبنائهم بشكل جماعي. هذه الظاهرة لا تقوّض فقط سير العملية التعليمية، بل تُضعف أيضًا القيم التي يفترض أن يعززها هذا الشهر الفضيل، مثل الانضباط والمسؤولية، مما ينعكس سلبًا على الأجيال الناشئة.

الدراسات تُحذّر: الغياب يُضعف التعلّم ويُهدّد المستقبل

تشير العديد من الدراسات والأبحاث الأكاديمية إلى أن الغياب المتكرر للطلاب عن المدرسة لا يقتصر تأثيره على التحصيل العلمي فحسب، بل يمتد ليشمل جوانب متعددة من حياتهم التعليمية والمهنية المستقبلية. وفي هذا الصدد، أظهرت دراسة حديثة نُشرت عام 2024 تحت عنوان «العواقب طويلة المدى للغياب المدرسي المبكر على التحصيل التعليمي ونتائج سوق العمل» أن غياب الطلاب، حتى في مرحلة الطفولة المتأخرة، قد يؤدي إلى تداعيات سلبية طويلة الأمد، بما في ذلك تراجع فرصهم في تحقيق النجاح التعليمي والمهني.

وتكشف دراسة أخرى أن الطلاب الذين يتغيبون بشكل متكرر يفقدون ما يقارب 30% من فرصهم في تحقيق التحصيل العلمي المطلوب، مما يعرضهم لخطر التخلف عن أقرانهم. كما أشارت دراسات أخرى إلى أن الغياب المتكرر يرتبط بضعف المهارات الاجتماعية وانخفاض مستوى الانضباط الذاتي، مما قد يؤثر سلبًا على تكيفهم مع البيئة المدرسية والمجتمعية.

وعلى الصعيد المحلي، تُظهر البيانات ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة غياب الطلاب خلال شهر رمضان مقارنة بباقي أشهر السنة. هذا الواقع لا يهدد فقط المستوى التحصيلي للطلاب، بل يُضعف أيضًا قيم الالتزام والمسؤولية لديهم، مما ينعكس سلبًا على سلوكياتهم المستقبلية وقدرتهم على الاندماج في المجتمع بشكل إيجابي.

الانضباط والالتزام: أساس بناء الأجيال

«الانضباط والالتزام» هما الركيزتان الأساسيتان لبناء شخصية قادرة على تحمّل المسؤولية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم