محمد بن علي زرقان الغامدي وجه حي في ذاكرة عكاظ

واحدة
وجوهٌ لا تبهت في الذاكرة، وأسماءٌ تبقى نابضةً بالحياة في تفاصيل المكان، لأنها كانت جزءاً من نسيجه، تتحرك فيه بروحها قبل مسؤولياتها. في زاوية #مانسيناهم، لا نكتب عن الغياب، بل نعيد رسم ملامح من كان حضورهم يتجاوز الدور والمهام، من كانوا أكثر من مجرد زملاء، وأكثر من مجرد أسماءٍ في سجلّات العمل.
محمد بن علي زرقان الغامدي، الرئيس السابق لإدارة شؤون الموظفين، لم يكن مجرد مسؤولٍ يُدار من خلف مكتبه، بل كان ملامح مألوفة في أروقة «عكاظ»، رجلٌ اتّسم بالهدوء، والحكمة، والقدرة على ضبط إيقاع العلاقات بمرونةٍ تُبقي لكل شيءٍ توازنه. لم يكن صارمًا حدّ الجفاف، ولا متساهلاً حدّ التفريط، لكنه كان يعرف كيف يُمسك بخيوط الأمور بحسٍّ إداريٍّ واعٍ، لا يخلو من بُعدٍ إنساني.
كان مكتبه في الطابق العلوي، لكن وجوده لم يكن محصوراً هناك. كانت ممرات «عكاظ» تعرف خطاه، وزملاؤه يعرفون أن مروره لم يكن رقابياً، بل نابضاً بالاهتمام الصادق. قليل الكلام، لكنه كان يعرف متى يصغي، وكيف يُجيب. وفي لحظات التوتر، كان يملك تلك الضحكة الهادئة التي تمرّر الأمور بسلاسة، كأنما اختار أن يكون ثقل المسؤولية أخف مما يبدو.
أثقله المرض بعد تقاعده، كما أثقل القلوب التي اعتادت رؤيته كل يوم، ظل متماسكاً حتى اللحظة الأخيرة، وكأنما أراد أن يكون الغياب خفيفاً على من أحبوه.
توفي عام 2022 بعد معاناة مع المرض، واليوم لم يعد صوته يُسمع في الممرات، لكن ذكراه لم تفارق المكان. بقيت صورته في أذهان من عرفوه، وبقيت المواقف شاهدةً على رجلٍ كان جزءاً من المشهد، لا باللقب الذي حمله، بل بالطريقة التي كان بها. لأن بعض الغياب لا يكتمل، ولأن الأثر الطيب لا يُمحى.
رحم الله أبا بندر، وجعل ابتسامته نوراً يلازمه.أخبار ذات صلة أبٌ يتنازل عن قاتل ابنه بعد دفنهعلاقة بين الإجهاد وصحة الأسنان واللثة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم