رد على تهنئة رمضانية يقود رئيس شركة للسجن
من كان يظن أن بريداً إلكترونياً بسيطاً قد يتحول إلى قنبلة موقوتة تهز أركان شركة عملاقة؟ «جيم كوكسال» الرئيس التنفيذي السابق لـ«زورلو القابضة» التركية، وجد نفسه فجأة في قلب عاصفة لم يتوقعها، بعد أن قرر أن يضع حداً لتهنئة رمضان بأسلوب «الشركة تقول لا»، فإذا بالشرطة التركية تقول له «تعالَ هنا»!
بين محاولته الحفاظ على حياد ديني في شركته وبين غضب الشارع الذي رأى في كلامه تعدياً على الحريات، أصبح «كوكسال» بطل قصة تجمع بين الجدل والإنسانية، تاركاً لنا درساً مفاده: «احذر مما تكتبه، فقد ينتهي بك الأمر في غرفة التحقيق بدلاً من مكتب الإدارة».
في واقعة أشبه بحبكة مسلسل درامي، احتجزت الشرطة التركية في 1 مارس 2025 «جيم كوكسال»، الرئيس التنفيذي لإحدى أكبر الشركات القابضة في البلاد، بتهمة «عرقلة الحريات الدينية» والسبب بريد إلكتروني أرسله رداً على زميل له هنأ الموظفين بقدوم شهر رمضان في 28 فبراير، فكتب «كوكسال» بكل بساطة للموظفين: «نحن كشركة نحتفل فقط بعيدي الفطر والأضحى رسمياً، ونحافظ على حيادنا الديني، فلا داعي لمثل هذه الرسائل المؤسسية»، لكن ما بدا له قراراً إدارياً عادياً تحول إلى شرارة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضباً.
لم تمضِ ساعات حتى انتشر البريد الإلكتروني كالنار في الهشيم، ليجد مكتب المدعي العام في إسطنبول نفسه مضطراً لفتح تحقيق عاجل، متهماً كوكسال بـ«عرقلة حرية المعتقد والفكر والتعبير» بموجب المادة 115 من قانون العقوبات التركي، ولم ينتهِ الأمر عند ذلك، إذ تم احتجاز الرجل للتحقيق، قبل أن تُفرج عنه المحكمة مع منعه من السفر خارج البلاد.
أخبار ذات صلة محمد بن علي زرقان الغامدي.. وجه حي في ذاكرة «عكاظ»«البكاء القاتل».. مرض غامض يجتاح الكونغو الديمقراطية ويحصد أرواح العشراتالشركة من جانبها، سارعت لاحتواء الأزمة، فأعلنت في 1 مارس استقالة «كوكسال»، معترفة بـ«الحساسية» التي أثارتها هذه الواقعة، وفي بيان رسمي، قالت: «منذ تأسيسنا في 1953، التزمنا بالقيم العائلية والوطنية، ونأسف لما حدث»، لكن كلمات كوكسال في البريد الإلكتروني ظلت تتردد: «كشركة نسعى لنكون متعددي
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على