في وقت تجري فيه مفاوضات ماراثونية لوقف الحرب في أوكرانيا والتوصل إلى تسوية سلمية يواصل المسؤولون في موسكو وكييف إطلاق تصريحات يتعارض بعضها مع البعض الآخر فقد اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأحد في تصريحات لوكالة تاس الحكومية للأنباء حلفاء كييف الأوروبيين بأنهم العقبة الرئيسية أمام السلام في أوكرانيا وقال لافروف إن السلطات الأوكرانية والأوروبيين لا يبدون أي رغبة في الانخراط في مفاوضات بناءة حيث يستمر تدفق الأموال والأسلحة إلى أوكرانيا وتفرض عقوبات جديدة علينا في محاولة لإضعاف الاقتصاد الروسي مشيرا إلى أنه بعد تغيير الإدارة في الولايات المتحدة أصبحت أوروبا والاتحاد الأوروبي العقبة الرئيسية أمام السلام متهما إياهم بأنهم لا يخفون خططهم للاستعداد للحرب مع روسيا وأكد الوزير الروسي رفض بلاده مجددا لنشر قوات عسكرية أوروبية في أوكرانيا قائلا إن أي وحدات عسكرية أوروبية يتم نشرها في أوكرانيا ستصبح أهدافا مشروعة للقوات المسلحة الروسية ونفى في تصريحاته أن تكون لدى بلاده نية الهجوم على أي جهة في أوروبا لافتا إلى أن الرئيس الروسي شدد على هذا الأمر غير مرة ومن جانبه طرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 24 ديسمبر كانون الأول الجاري ما قال إنها المسودة الأخيرة من خطة لإنهاء الحرب تم التوافق عليها مع الولايات المتحدة وتنص هذه المسودة على تشغيل أوكراني روسي أميركي مشترك لمحطة زابوريجيا النووية لتوليد الكهرباء وتخلو من إلزام أوكرانيا التخلي رسميا عن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ناتو ولا تتضمن أي اعتراف بالأراضي التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وهو ما ترفضه موسكو جملة وتفصيلا على حد تأكيدات المسؤولين الروس أمل غير كبير ويرى المحلل السياسي والصحافي المتخصص في الشأن الأوكراني المقيم في موسكو وهو نازح من منطقة دونيتسك ألكسندر تشالينكو أن الأمل ربما غير كبير في وقف العمليات القتالية في أوكرانيا وتحقيق السلام موضحا أن السلام يمكن أن يتحقق في حال هزيمة أحد الطرفين هزيمة ساحقة ويقول تشالينكو لـالعربي الجديد إن القوات الروسية على مدار أربع سنوات تقريبا لم تتمكن من السيطرة على كامل منطقة دونباس حتى الآن مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية أضعفت لعدم حصولها على الأسلحة اللازمة ويؤكد تشالينكو أن ضعف أوكرانيا ينبع أيضا من أن اقتصادها وسكانها وجيشها أصغر مقارنة بالجانب الروسي وتورطها في الفترة الأخيرة في فضيحة فساد طاولت مقربين من الرئيس الأوكراني ومدير مكتبه أندريه يرماك ولذلك يدرك الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن زيلينسكي في موقف صعب في الداخل ويعتقد أن الفرصة سانحة حاليا لمزيد من الضغط على أوكرانيا ويضيف ما لا يدركه ترامب هو أن ضعف زيلينسكي يجعل التنازلات أصعب فهو لا يستطيع الموافقة على تسوية تفوح منها رائحة الاستسلام موضحا أن قسما من الأوكرانيين لن يسمح للرئيس الأوكراني بتوقيع مثل هذه التسوية ولافتا إلى أن الأوكرانيين لا يعتبرون أنفسهم مهزومين ولذلك لن يوافقوا على السلام بأي ثمن ويعتقد المحلل السياسي والصحافي المتخصص في الشأن الأوكراني المقيم في موسكو أن روسيا هي الأخرى غير مستعدة للتسوية إلا بشروطها المعروفة للأميركيين والأوروبيين مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في أن الجانب الروسي ليس لديه حاليا القوة العسكرية الكافية لإلحاق هزيمة ساحقةnbsp بأوكرانيا ويختتم حديثه لـالعربي الجديد قائلا إن القيادة السياسية الروسية تراهن على مواصلة عملياتها العسكرية لاستنزاف القوات الأوكرانية أكثر فأكثر على أمل أن ينهار النظام السياسي في أوكرانيا وضع معقد بين أوكرانيا وروسيا وترى أولغا سيميونوفا المتخصصة في العلوم السياسية أن الوضع بين روسيا وأوكرانيا معقد للغاية إذ بات من الصعوبة بمكان تصور إمكانية تسوية هذه الأزمة وإنهاء الحرب بشكل سريع كما يرغب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتقول سيميونوفا لـالعربي الجديد إنه على الرغم من الماراثون الدبلوماسي الجاري في الوقت الراهن فإن احتمالات وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية نهائية في غضون أسابيع أو أشهر لا تزال ضئيلة مشيرة إلى أن أهداف روسيا وأوكرانيا من التسوية غير متوافقة بشكل كبير ما يصعب التوصل إلى حلول وسط وتضيف بلهجة غير متفائلة يبدو أن الحرب للأسف ستستمر وسنشهد جولات وجولات من المفاوضات وستواصل القوات الروسية محاولة السيطرة على مزيد من الأراضي وستواصل القوات الأوكرانية ضرب مواقع مؤثرة داخل روسيا موضحة أن هذا سيعني المزيد من التكاليف البشرية والاقتصادية nbsp