مجموعة حنظلة تعلن اختراقها هاتف حارس أسرار نتنياهو
١٣ مشاهدة
بعد إعلانها في وقت سابق اختراق هاتف رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينت كشفت مجموعة قرصنة تحمل اسم حنظلة أنها تمكنت من اختراق هاتف رئيس ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تساحي برافرمان وجاء توقيت الإعلان قبل دقائق من إقلاع نتنياهو وبرافرمان إلى الولايات المتحدة للمشاركة في لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المقابل نفى مصدر في مكتب رئيس حكومة الاحتلال صحة هذه المعلومات مؤكدا أنه لم يعثر على أي اختراق لجهاز رئيس الديوان تساحي برافرمان وفي بيان مطول نشرته المجموعة على حسابها في منصة إكس وجهت رسالة مباشرة إلى الدائرة الضيقة المحيطة بنتنياهو جاء فيها نعلم أنكم تشعرون الآن بضيق الصدر والخوف هذا ليس مجرد خوف بل إدراك بأن كل طبقات الحماية لديكم وكل سر أودع لدى تساحي برافرمان رئيس ديوان نتنياهو وحارس البوابة والأسرار بات الآن مكشوفا وشملت عملية التسريب وفق ما نشر على موقع حنظلة الإلكتروني أرقام هواتف لمسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين من بينهم وزير الأمن الإسرائيلي السابق يوآف غالانت وزوجة رئيس حكومة الاحتلال سارة نتنياهو إضافة إلى رقم هاتف غابي شوشان وهو شخصية أمنية شغلت مناصب في مكتب نتنياهو كما تضمن التسريب عددا من ملفات الفيديو ووثائق قيل إنها موقعة من وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين ورئيس المحكمة العليا السابق آشر غرونيس إلى جانب سكرتير حكومة الاحتلال يوسي فوكس وتتعلق بأوامر طوارئ وتعليمات خاصة لفترات الطوارئ ولاحقا أفادت المجموعة أن بحوزتها نحو 110 صفحات تتضمن أرقام هواتف إضافية تعود لمسؤولين كبار وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أصبح من النادر خلو المشهد اليومي في إسرائيل من رسائل نصية مشبوهة أو عناوين مثيرة للقلق عن اختراقات واسعة لقواعد بيانات حساسة مشيرة إلى أن مجموعة سيبرانية واحدة اختارت لنفسها اسم حنظلة في إحالة رمزية إلى شخصية الطفل اللاجئ التي ابتكرها رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي تقف وراء عدد كبير من هذه الحوادث ووفقا للصحيفة العبرية الأمر لا يتعلق بنشاط رقمي عفوي أو بما يعرف بـنشطاء إلكترونيين بل بمجموعة تعد من أكثر أذرع الحرب الرقمية والحرب النفسية التي تقودها إيران تأثيرا ضمن ما تصفه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بساحات المواجهة غير التقليدية وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن مجموعة حنظلة تختلف من حيث الأسلوب والأهداف عن مجموعات إيرانية أخرى مثل مجموعة بلاك شادو التي ركزت في السابق على الابتزاز الإلكتروني المقرون بالتشهير فقد تخلت حنظلة عن منطق الفدية المالية ووجهت نشاطها نحو إحداث أثر تراكمي على الوعي العام والشعور بالأمن بدلا من تحقيق مكاسب مادية مباشرة وبحسب الصحيفة تعمل المجموعة بأسلوب يشبه مجموعات أخرى مثل عصا موسى لكن مع تركيز أكبر على استهداف المدنيين والبنى التحتية إضافة إلى التعاون مع مجموعات خارج الإطار الإيراني المباشر من بينها مجموعة تعرف باسم أنونيموس السودان لتنفيذ هجمات حجب الخدمة التي تهدف إلى تعطيل المواقع والأنظمة الحيوية وتوضح الصحيفة أن هذه الأنشطة تعكس طبيعة المنظومة السيبرانية الإيرانية التي تعمل فيها مجموعات مختلفة لصالح جهات متباينة مثل الحرس الثوري الإيراني أو أجهزة الاستخبارات ولكل منها أولويات وأجندات خاصة وعلى الرغم من فترات تراجع أو ما تسميه يديعوت أحرونوت هدوءا مصطنعا وفقدان مؤقت لقنوات التواصل الخاصة بالمجموعة على تطبيق تلغرام تؤكد الصحيفة أن حنظلة واصلت نشاطها حتى نهاية عام 2025 واستشهدت بهجماتها خلال صيف العام نفسه على قناة إيران إنترناشونال المعارضة للنظام الإيراني في لندن باعتبارها دليلا على أن نشاط المجموعة لا يقتصر على الساحة الإسرائيلية بل يمتد ليشمل كل جهة تعتبرها طهران تهديدا سياسيا أو إعلاميا وترى الصحيفة أن التحول الأخطر في نشاط المجموعة يتمثل في انتقالها خلال الأشهر الأخيرة من استهداف المواقع الإلكترونية وإرسال الرسائل الجماعية إلى محاولات أكثر دقة تمس الدائرة القريبة من صناع القرار في إسرائيل وتشير في هذا السياق إلى اختراقات نسبت إلى أجهزة مرتبطة برئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت ومقربين من مسؤولين في ديوان رئاسة حكومة الاحتلال معتبرة أن ذلك يعكس استراتيجية إيرانية باتت تعرف باسم استهداف الدائرة الثانية أي المحيط البشري غير المحمي تقنيا بالدرجة نفسها التي تحظى بها الشخصيات الرسمية الرئيسية وتوضح يديعوت أحرونوت أن هذه الهجمات لا تعتمد بالضرورة على اختراق الأجهزة الحكومية المؤمنة بل تركز على الأجهزة الشخصية للمساعدين والمستشارين وأفراد العائلة أو على بيئات النسخ الاحتياطي السحابي والحواسيب المنزلية حيث تخزن مراسلات وصور وجداول عمل تعود لسنوات وغالبا ما تكون أقل حماية وبمجرد الوصول إلى هذه البيئات يصبح بالإمكان استخراج كم كبير من المعلومات ذات الطابع الشخصي أو الإداري حتى إن كانت قيمتها الاستخبارية المباشرة محدودة إلى جانب الاختراقات الفعلية تلفت الصحيفة العبرية إلى أن حنظلة تعتمد بشكل منهجي على نشر المعلومات المضللة وبث الخوف والشك من خلال خلط معلومات حقيقية جزئية أو قديمة بسرديات ذات طابع درامي بهدف إثارة القلق وصناعة عناوين إعلامية صادمة ومن الأمثلة التي أوردتها الصحيفة نشر معلومات عن خلافات داخلية في قيادة جهاز الأمن العام الإسرائيلي تبين لاحقا أنها غير دقيقة لكنها نجحت في إشعال النقاش العام وتربط الصحيفة صعود حنظلة بسياق ما بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 بالتزامن مع الحرب على غزة إذ انتقلت المجموعة من هجمات حجب خدمة بدائية إلى عمليات أكثر تنظيما تركز على التأثير الإدراكي والنفسي وبحسب خبراء أمن معلومات نقلت عنهم الصحيفة فإن الهدف الأساسي لهذه العمليات ليس إحداث دمار تقني شامل بل تقويض الثقة العامة وزعزعة الإحساس بالأمان داخل المجتمع الإسرائيلي ومن بين الأحداث التي تركت أثرا واسعا تشير يديعوت أحرونوت إلى حادثة يناير كانون الثاني 2025 حين تمكنت المجموعة من السيطرة على أنظمة النداء العام في مؤسسات مدنية وبث رسائل تهديد وصفارات إنذار داخل المدارس في خطوة اعتبرت تجاوزا للحدود التقليدية للحرب السيبرانية ورسالة مباشرة إلى الجبهة الداخلية