الولايات المتحدة تقيد جزءا من الدعم العسكري للعراق

٥٢ مشاهدة
كشف ثلاثة مسؤولين عراقيين في بغداد وأربيل لـالعربي الجديد عن إجراءات جديدة للإدارة الأميركية تقيد بنود المساعدات العسكرية المقدمة للعراق ضمن موازنة الدفاع الأميركية للعام المقبل 2026 وستكون في حال تنفيذها الأولى من نوعها لجهة تقييد الدعم العسكري للعراق منذ الغزو الأميركي لهذا البلد في عام 2003 وإسقاط نظام صدام حسين الدعم العسكري للعراق مقيد وأظهرت إفادات جمعت على مدى أسبوع ومطابقتها مع اثنين من المسؤولين في حكومة محمد شياع السوداني المنتهية ولايتها ومسؤول كردي في حكومة إقليم كردستان شمالي البلاد فهما سياسيا عراقيا لرسائل أميركية مباشرة عن متطلبات المرحلة المقبلة تتعلق بملف الفصائل المسلحة وما بات يعرف بـفك الارتباط عن إيران مهند سلوم تأثير القطع على الفصائل سيكون محدودا جدا بينما المتضرر الحقيقي هو الجيش العراقي وأبلغ مسؤول عراقي رفيع في الحكومة ببغداد العربي الجديد أن واشنطن قررت تقييد جزء كبير من مساعداتها العسكرية المتعلقة بوزارة الدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب المتضمنة الأسلحة والعتاد ومعدات الصيانة بما فيها سرب مقاتلات أف 16 ودبابات أبرامز للعام المقبل واشترطت إحراز العراق تقدما عمليا ملموسا في ما يتعلق بملف الفصائل المسلحة الحليفة لإيران ونزع سلاحها الثقيل والنوعي والمقصود به الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى والطائرات المسيرة الانتحارية ويحصل العراق سنويا على مساعدات أميركية عسكرية تتراوح بين 250 إلى 400 مليون دولار مخصصة لوزارة الدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب إلى جانب قوات البشمركة الكردية وتتفاوت قيمة المساعدات السنوية من عام إلى آخر وتذهب على برامج الدعم والتدريب والمعدات وتحسين قدرات القوات العراقية ويصل عدد من يحصلون على التدريب السنوي من القوات العراقية ضمن برنامج المساعدات الأميركية إلى نحو 20 ألف جندي وعنصر يتدربون على أساليب القتال والحرب المفتوحة وحرب المدن والتعامل مع الأسلحة الحديثة والألغام والعمليات الإرهابية والأساليب الاستخبارية ويقدر ما حصل عليه العراق بين عامي 2015 و2023 بأكثر من 13 8 مليار دولار ضمن جهود الحرب على تنظيم داعش تضمنت أسلحة ومعدات حربية وقتالية وذخيرة وتدريب وفقا لبيانات عسكرية رسمية أميركية وأوضح مسؤول في الخارجية العراقية ببغداد لـالعربي الجديد ردا على المعلومات عن وجود تقييد من واشنطن لجزء من مساعدات العام المقبل مقابل إجراءات عراقية داخلية في ملف الفصائل بأنها تجميد لجزء كبير من المساعدات وأضاف واشنطن قررت وقف جزء كبير من المساعدات السنوية العسكرية للعراق وربطت دعم العراق بجهود حصر السلاح بيد الدولة والمقصود بها الفصائل المحسوبة على إيران ولفت إلى أن العراق علم بالموضوع منذ نحو شهر وفهمت القوى السياسية أن فترة الدعم الأميركي غير المشروط أو المفتوح انتهت وأن واشنطن تريد مقابلا مسؤول في الخارجية العراقية القوى السياسية فهمت أن فترة الدعم المفتوح انتهت وأن واشنطن تريد مقابلا ومع ترقب وصول المبعوث الأميركي الخاص للعراق مارك سافايا إلى بغداد وفقا لما كشفه مسؤول كردي في حكومة إقليم كردستان لـالعربي الجديد فإن واشنطن بصدد إجراءات جديدة ضاغطة على العراق وفقا لتعبيره وأوضح المسؤول الكردي العراقي في أربيل أن الخطوات المطلوبة من الحكومة العراقية الجديدة التي يتوقع ولادتها خلال الربع الأول من عام 2026 وفقا للتوقيتات الدستورية يجب أن تشمل حصر القرار العسكري والأمني بيد رئيس الوزراء ومصادرة جميع أسلحة الفصائل النوعية والثقيلة ووقف عمليات تجنيد وكسب العناصر الجديدة والحد من قدرتهم على الوصول إلى المناصب الحكومية الحساسة وشهد العراق خلال الأيام الماضية تحولات لافتة وغير مسبوقة في مواقف زعماء وقادة الأحزاب الشيعية والفصائل المسلحة إزاء ملف حصر السلاح في يد الدولة حيث أعلنت قيادات وازنة في التحالف الحاكم الإطار التنسيقي أهمية تنفيذ الخطوة والمضي بتشكيل الحكومة وأعقبت ذلك تصريحات مماثلة لقادة فصائل مسلحة وممثليها أبرزهم زعيم جماعة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وزعيم جماعة أنصار الله الأوفياء حيدر الغراوي وزعيم جماعة كتائب الإمام علي شبل الزيدي والمتحدث باسم كتائب سيد الشهداء كاظم الفرطوسي الذي أعلن الانسجام مع دعوات حصر السلاح بيد الدولة تكتيك عراقي لكن هذه الدعوات قوبلت بالرفض من قبل كتائب حزب الله والنجباء والإعلان بصراحة الاحتفاظ بالسلاح باعتبار أن العراق ما زال منقوص السيادة في الأثناء رحب المبعوث الأميركي مارك سافايا بتبني فصائل مسلحة عدة في العراق خطاب نزع السلاح لكنه اعتبر أن النيات وحدها لا تكفي وقال سافايا في بيان على منصة إكس إن نزع السلاح يجب أن يكون شاملا وغير قابل للتراجع ومنفذا ضمن إطار وطني واضح وملزم من جهته اعتبر المحلل السياسي القريب من الإطار التنسيقي عباس العرداوي أن ملف الفصائل المسلحة يأتي ضمن جملة من رغبات إعادة بسط النفوذ الذي تريده واشنطن في العراق معتبرا في حديث مع العربي الجديد أن الفصائل العراقية لم تتفق جميعها على حصر السلاح بالتالي فإن خيار حل الفصائل لا يرتبط بوجهة نظر غربية إنما هو تكتيك عراقي لا يخضع لضغوط الخارج وأشار إلى أنه لو أن هذه الضغوط ناجحة لشاهدنا نجاحها في غزة أو في لبنان حيث لا تزال حركة حماس تحافظ على سلاحها وحزب الله اللبناني يواصل تمسكه بسلاحه أيضا عباس العرداوي خيار حل الفصائل لا يرتبط بوجهة نظر غربية إنما هو تكتيك عراقي أستاذ الدراسات الأمنية في معهد الدوحة للدراسات العليا مهند سلوم رأى من جهته في حديث مع العربي الجديد أن واشنطن بدأت تتبنى سياسة الاشتراطات الصارمة بشكل أكثر وضوحا لأنها تدرك بعد سنوات من الدعم أن المؤسسة الأمنية العراقية لا تزال تعاني من ازدواجية القرار وأن التلويح بتقييد الدعم العسكري للعراق ليس مجرد مناورة بل يعكس نفاد صبر المشرع الأميركي ورغبته في رؤية عائد أمني حقيقي مقابل الدعم وضمان عدم تسرب الموارد بشكل مباشر أو غير مباشر لجهات تصنفها واشنطن قوى مناوئة لها وأوضح أن تأثير تقييد الدعم العسكري للعراق على الفصائل سيكون محدودا جدا لأن الفصائل طورت خلال السنوات الماضية اقتصاديات ظل ومصادر تمويل ذاتية فضلا عن حصتها الثابتة في الموازنة العامة للدولة العراقية عبر هيئة الحشد ولفت سلوم إلى أن المتضرر الحقيقي من قطع الدعم العسكري للعراق سيكون الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب وهما الجهتان اللتان تعتمدان تقنيا ولوجستيا على التسليح والتدريب الأميركي بالتالي وفق قوله قد تأتي هذه الخطوة بنتائج عكسية فإضعاف الجيش النظامي ماليا قد يخل بالتوازن العسكري الداخلي لصالح الفصائل وليس العكس وفي ما يتعلق بمسألة حصر سلاح الفصائل أكد سلوم أنه لا يزال شعارا سياسيا أكثر منه برنامجا تنفيذيا لأن المشكلة في العراق ليست لوجستية تتعلق بجمع السلاح بل هي مشكلة تشرذم سياسي وأن السلاح هو الأداة التي تحمي النفوذ السياسي والاقتصادي للأطراف المشاركة في السلطة nbsp

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم