من البراءة إلى الإثارة لماذا نرتدي الدانتيل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في غرفة بلا نوافذ بمتحف المتروبوليتان، تُعرض قطع دانتيل عتيقة تعود لمئات السنين على ورق أسود واسع. تشكّلت أدق الغرز إلى دوائر وحلزونات وحتى أشكال حيوانات، واستغرق بعضها سنوات ليُصنع يدويًا بدقة متناهية.
في القرون السابقة، كان صنع بضعة أقدام فقط من الدانتيل يتطلب التزامًا طويل الأمد يمتد لسنوات. أما اليوم، فيمكن إنتاجه بسرعة أكبر بواسطة الآلات. وخلال العام الماضي، ظهر الدانتيل بكثرة على منصات أسبوع الموضة، بينها عروض كلوي وفندي.
وخلال موسم الأعياد، تحظى تصاميم الدانتيل بشعبية خاصة، إذ تضيف لمسة من الإثارة أو الأناقة إلى أزياء الحفلات.
رمز للمكانة الاجتماعية الرفيعة
ترجع المؤرّخة إلينا كاناغي-لوكس أصول الدانتيل إلى أواخر القرن الخامس عشر، حين كان يُستخدم على نطاق أصغر كحواف وزخارف دقيقة ومدبّبة. وما بدأ كزينة صغيرة تطوّر لاحقًا ليصبح أكثر تفصيلًا وتعقيدًا، ثم بات في ما بعد رمزًا للمكانة الاجتماعية نظرًا لكلفته العالية بسبب عملية صناعته الشاقة، ناهيك عن دقته وهشاشته.

وأوضح المؤرّخ الإنجليزي في القرن السابع عشر، توماس فولر، أنّ الدانتيل لم يكن قماشًا ضروريًا في الملابس. فالقماش كان زينة فائضة، لأنه لا يخفي ولا يدفئ، بل يزيّن فقط. وتابعت كاناغي-لوكس أن وضع الدانتيل على الملابس، خصوصًا في أماكن مثل الياقات وأطراف الأكمام التي قد تتّسخ بسهولة، كان بمثابة إعلان واضح لمكانة صاحبه الاجتماعية. فامتلاك القدرة على شراء الدانتيل لم يكن كافيًا وحده، بل كان يتطلب أيضًا الموارد اللازمة للحفاظ عليه.
في مرحلة ما، أصبح الطلب على الدانتيل كبيرًا لدرجة أنه خضع للتنظيم عبر قوانين استهلاكية في القرنين السادس عشر والسابع عشر للتقليل من التبذير في السلع الاستهلاكية، وفقًا لمؤسسة سميثسونيان. ولم تكن هذه القوانين استثناءً؛ فقد شملت أيضًا قيودًا على المخمل، والتطريز بالذهب، والساتان، وغيرها من الأقمشة، لكن الحظر لم يكن فعّالًا دائمًا، وأصبح التهريب جزءًا من تاريخ الدانتيل.

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على
