كان 2025 هو عام الخوف والقلق والرعب المالي والتكنولوجي والاضرابات والحروب الاقتصادية والتجارية بلا منازع خوف جرى على كل المستويات الاقتصادية والمالية والجيوسياسية خوف كان محركا رئيسيا لكل القرارات والتحركات حول العالم وهو ما جعلها تتسم بالعصبية في أوقات كثيرة خوف لم يقتصر على الحكومات والبنوك المركزية حيث امتد للمؤسسات المالية وبنوك الاستثمار وصناديقه وقناصي الصفقات وكبار المستثمرين والمضاربين بل وامتد إلى صغار المدخرين الذين هرعوا بحثا عن أدوات استثمار آمنة تقيهم من مخاطر الخسائر والتضخم وتراجع أسعار الفائدة وتآكل الأموال خوف من انفجار فقاعات عدة في وجه الاقتصاد العالمي المأزوم أصلا فقاعة أسواق الأسهم فقاعة الديون العامة فقاعة العملات المشفرة فقاعة أسواق المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة ومع تلك المخاوف المتصاعدة استردت ذاكرة العالم وكبار مؤسساته المالية ومستثمريه أشهر الفقاعات العالمية الأزمة المالية في 2008 والفقاعة العقارية وجنون التوليب والكساد العظيم وأزمة النمور الآسيوية وغيرها ومع تنامي المخاطر الاقتصادية حول العالم كان هناك خوف من انهيار أسواق المال في وول ستريت وغيرها من بورصات العالم وفي المقدمة أسهم الذكاء الاصطناعي التي شهدت قفزات غير مسبوقة وصاحب ذلك خوف كبير من تضخم الديون الأميركية بعد أن تجاوزت 38 تريليون دولار وفشلت سياسات ترامب في احتوائها أو تقليص الأعباء وعودة الكساد الكبير خوف من تجدد حرب الأغذية حول العالم مع تراجع صادرات أوكرانيا من القمح وتجميد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية وتفشي الجفاف حول العالم وشهد 2025 خوفا من تهاوي أسعار النفط وبلوغه 50 دولارا للبرميل كما ضغط دونالد ترامب أكثر من مرة على منتجي الخام وهو ما يشكل أزمة كبيرة للدول العربية النفطية ومنها دول الخليج والعراق والجزائر ويصيب موازنتها بسكتة مالية وعجز كبير يدفعها دفعا نحو التقشف وزيادة الضرائب والرسوم والتوسع في الاقتراض المحلي والخارجي شهد 2025 خوفا من تهاوي أسعار النفط وبلوغه 50 دولارا للبرميل كما ضغط دونالد ترامب أكثر من مرة على منتجي الخام وهو ما يشكل أزمة كبيرة للدول العربية النفطية ومنها دول الخليج والعراق والجزائر ويصيب موازنتها بسكتة مالية وهناك خوف من انهيار سعر الدولار بعد أن فقد نحو 10 من قيمته وخوف من انهيار العملات الرئيسية مثل الين وخوف من تهاوي أنشطة التجارة الدولية وحدوث شلل في التوريدات وحركة السفن والشاحنات حول العالم بعد أن شن ترامب حربا تجارية شرسة ورسوما جمركية مبالغا فيها ضد كل دول العالم وخوف من اندلاع حرب اقتصادية شرسة بين أكبر اقتصادين حول العالم الأميركي والصيني وخوف حول مستقبل العمالة وتدمير الوظائف في ظل تنامي قطاع الذكاء الاصطناعي وكان هناك خوف من انهيار اقتصادات دول كبرى مثل فرنسا واليابان وألمانيا وإيطاليا ودخولها مرحلة الكساد بسبب تنامي أزماتها المالية وعجز الموازنات بها وتراجع الإيرادات العامة وقفزة التضخم والاضطرابات السياسية رافق ذلك خوف من شبح ركود كبير يشبه ما جرى في الولايات المتحدة عام 1929 واتساع رقعة الإفلاس حول العالم وإغلاق الحدود وطي مرحلة العولمة وحرية التجارة سياسا شهد 2025 تناميا في مستوى الخوف من اتساع رقعة الحروب والمخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وغزة وأوكرانيا واندلاع حرب في تايوان وفنزويلا وتجدد الحرب بين إيران وإسرائيل وقلقا من أن تلتهم الولايات المتحدة بعض الدول والجزر والممرات المائية مثل بنما وجزيرة غرينلاند وتعيد احتلال دول العالم كما جرى في سنوات سابقة مع العراق وأفغانستان وبينما يستعد العالم لاستقبال 2026 فإن الغموض واللايقين والخوف لا يزال وهو سيد الموقف غموض على كل المستويات ومواقف الدول غموض قد يدعم مخاوف 2025 ولا يطويها أو حتى يقلصها