منتظر الحكيم فنان عراقي يحول صفحات الكتب إلى لوحات نابضة بالحياة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُعد الفنان العراقي منتظر الحكيم صوتًا بصريًا بارزًا في المشهد التشكيلي المعاصر، يمزج بين التجربة الشخصية والذاكرة الجماعية العراقية.
تجاوز الحكيم حدود القماش التقليدي، مستخدمًا الضوء والصوت والخشب ثلاثي البعد، ليحوّل لوحاته إلى تجارب مكانية وفكرية تحمل بعدًا إنسانيًا ومساحة نابضة بالحياة.
أكّد الحكيم في مقابلة مع موقع CNN بالعربيّة، أنّ أعماله ليست موضوعًا يُعالج بوعي مباشر، بل حالة شعورية متكاملةـ فهو يتعامل مع اللوحة كمساحة حسّية، محوّلا التجربة الشخصية وذاكرة بلاده إلى أثر بصري نابع من الإحساس قبل الفكرة.
وعن اختيار اللون والخامة، قال الحكيم: اللون والخامة والفراغ ليست عناصر جمالية فقط، بل حوامل شعورية تحاول أن تلامس قلب وضمير المتلقي. لا أسعى إلى استعادة حدث أو سرد حكاية، بقدر ما أترك للوحة أن تستدعي المشاعر ليجد فيها المتلقي صدى حتى وإن لم يفهمها. فالخامة بالنسبة لي ليست وسيلة تنفيذ فقط، بل شريكًا فكريًا في العمل الفني. أنا لا أختار المادة لأنها مناسبة، بل لأنها تحمل ذاكرة ومقاومة وصوتًا خاصًا. أحيانًا الملمس وحده يفرض إيقاع الفكرة: خشونة سطح، تشقق لون، أو ثقل مادة.. هذه التفاصيل تخلق شعورًا لا يمكن للفكرة المجردة أن تثيره وحدها
.

اعتبر الحكيم أنّ العمل يبدأ غالبًا بسؤال إحساسي لا ذهني: كيف يجب أن يُلمَس هذا العمل؟ وعندما يجد أن المادة تملك إجابة أقوى من الفكرة نفسها، يترك لها القيادة، فهو يختار المادة عندما تخدم المعنى، ويتبعها عندما تكشف معنى لم يكن يبحث عنه أصلاً.
وأشار إلى أن خروجه عن الحدود التقليدية للوحة جاء من إدراكه أن القماش أحيانًا يُقيّد الحكاية أو الإحساس، وأن بعض الأعمال تحتاج إلى حركة، إلى مساحة أكبر، أو إلى دمج وسائط متعددة كالضوء والصوت والخشب، لتتحول اللوحة إلى تجربة مكانية وفكرية متكاملة، تتنفس مع المشاهد وتحتضن المكان.
وشرح أن تقنية الخشب ثلاثي الأبعاد تمنح أعماله عمقًا ملموسًا،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على
