أسعار قطع غيار المركبات والمواصلات بلا فرامل في غزة

٥٠ مشاهدة
nbsp تشهد أسعار قطع غيار المركبات في قطاع غزة ارتفاعا غير مسبوق واستمر هذا الغلاء الجنوني حتى بعد وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر تشرين الأول المنصرم ما يشكل عبئا اقتصاديا ثقيلا على السائقين وأصحاب المركبات وانعكس بشكل مباشر على كلفة المواصلات التي يعتمد عليها أهالي القطاع في تنقلاتهم وتحركاتهم اليومية ورغم الحديث عن انخفاض نسبي في أسعار الوقود وبدائله مقارنة بذروة الحرب بقيت أجور المواصلات مرتفعة وسط حالة من التذمر المتبادل بين السائقين والركاب في وقت يبرر فيه السائقون ذلك بالغلاء الجنوني لقطع الغيار وكثرة الأعطال والركاب يشكون من استنزاف دخولهم المحدودة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وتأتي هذه الأزمة في وقت يعاني فيه اقتصاد غزة شللا شبه كامل وانهيارا في البنية التحتية وتجريفا واسعا للطرقات ما أدى إلى تسارع أعطال المركبات وزيادة الحاجة إلى الصيانة في سوق يعاني أصلا نقصا شديدا في قطع الغيار وغياب الرقابة وذكرت الأمم المتحدة في تقرير سابق أن الوضع في غزة وصل إلى نقطة الانهيار مؤكدة أن تدمير البنية التحتية يهدد حياة الملايين وأكد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة أن الدمار طال أكثر من 90 من البنية التحتية المدنية و300 ألف وحدة سكنية أرقام صادمة يشكو سائق سيارة الأجرة رمضان أبو طير الذي يعمل على خط مدينة غزة لدير البلح وسط القطاع من الارتفاع الجنوني في أسعار قطع غيار السيارات مؤكدا أن ما يجري يفوق قدرة أي سائق على الاحتمال ويقول في حديث لـالعربي الجديد إن أسعار القطع تضاعفت مرات عديدة مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب ويضرب أبو طير أمثلة صادمة على هذا الارتفاع موضحا أن سعر موتور السيارة كان قبل الحرب نحو 6 آلاف شيكل الدولار 3 21 شيكلا إسرائيليا بينما وصل اليوم إلى 28 ألف شيكل في قفزة غير مسبوقة أما إطار السيارة فقد ارتفع سعره وفق أبو طير من 300 شيكل إلى نحو 2700 شيكل وهو رقم لا يتناسب مع دخل أي سائق يعمل داخل القطاع فيما كان زجاج السيارة الأمامي يشترى بـ 300 شيكل فقط أما اليوم فقد يصل إلى 4500 شيكل بينما ارتفع سعر قطع البريك الفرامل من 100 شيكل إلى 800 شيكل للتصليح فقط من دون احتساب القطعة نفسها لأنها غير متوفرة المستهلكات اليومية في غزة لا تتوقف معاناة السائق أبو طير وغيره عند أسعار القطع الكبيرة بل تمتد إلى المستهلكات اليومية فبحسب حديثه كان لتر زيت المحرك قبل الحرب يشترى بـ9 شواكل ثم قفز خلال الحرب إلى 500 شيكل قبل أن ينخفض حاليا إلى نحو 70 شيكل لكنه لا يزال مرتفعا مقارنة بما كان عليه سابقا ويشير إلى أن السائق قبل الحرب كان يضع احتياطيا يوميا للتصليح لا يتجاوز 10 شواكل أما اليوم فأصبح مضطرا إلى وضع ما لا يقل عن 150 شيكل يوميا على أنه احتياطي للصيانة والأعطال المفاجئة ويجبر هذا الغلاء الفاحش السائقين على الإبقاء على أجور المواصلات مرتفعة حتى لو انخفض سعر الوقود نسبيا ويقول السائقون إنهم يعملون ليغطوا أعطال سياراتهم فقط وليس ليعيشوا حياة جيدة نار الأجور وضعف الدخل من جانبه يشكو الفلسطيني رامي سعادة من مخيم البريج وسط القطاع من استمرار ارتفاع أسعار المواصلات رغم الانخفاض النسبي في أسعار الوقود وبدائله خلال الفترة الأخيرة ويقول سعادة لـالعربي الجديد إن أقل مواصلة اليوم سعرها 5 شواكل بينما كانت قبل الحرب شيكلا واحدا فقط مؤكدا أن جميع المواصلات تضاعفت أسعارها بمعدل 4 إلى 5 أضعاف ما يشكل عبئا كبيرا على المواطنين خصوصا في ظل قلة الدخل وارتفاع معدلات البطالة بعد الحرب ويضيف الركاب يدركون حجم معاناة السائقين لكنهم في الوقت نفسه غير قادرين على تحمل هذه الكلفة بشكل دائم خاصة أن كثيرا من العائلات تحتاج إلى أكثر من وسيلة مواصلات يوميا للوصول إلى أعمالها أو لقضاء احتياجاتها الأساسية ويشير سعادة إلى أن السائقين يتحدثون باستمرار عن مشكلات في قطع الغيار وكثرة الأعطال نتيجة انهيار البنية التحتية وتجريف الطرقات خلال الحرب وهو ما يؤدي إلى تلف المركبات بشكل أسرع من المعتاد ويؤكد أن الطرق المدمرة والمليئة بالحفر تسبب أعطالا متكررة في الإطارات والمحركات ما يزيد من حاجة السائقين إلى الصيانة ويضاعف الطلب على قطع الغيار النادرة أصلا ويرى أن حل أزمة المواصلات لا يقتصر على خفض أسعار الوقود فقط بل يتطلب معالجة شاملة تشمل إعادة تأهيل الطرق وتنظيم سوق قطع الغيار ودعم السائقين حتى تنعكس أي انفراجات حقيقية على المواطن سوق مشوه في حين يقول رئيس مجلس إدارة جمعية قطع غيار السيارات والمعدات الثقيلة رشدي الخور إن ما يتم إدخاله حاليا من قطع غيار إلى غزة هي كميات محدودة جدا ومن خلال تجار حرب لم يسبق لهم أن كانوا أعضاء في الجمعية ولم يسمع بهم قبل الحرب ويؤكد الخور في حديث لـالعربي الجديد أن معظم هذه القطع ليست أصلية بل مزورة ولا تخضع لأي رقابة فنية مشيرا إلى أن الكميات التي تدخل لا تغطي أكثر من 5 من احتياجات سوق قطع الغيار في قطاع غزة ويضيف تواصلنا مع وزارة النقل والمواصلات ولم تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي لنا بالاستيراد الرسمي ولا نعلم حتى الآن كيف يتم إدخال قطع الغيار ومن هي الجهات التي تتحكم بهذه العملية عملية استغلال كبيرة ويكشف رئيس مجلس إدارة جمعية قطع غيار السيارات والمعدات الثقيلة عن وجود عملية استغلال كبيرة من بعض التجار إلى جانب دفع ما يعرف بـالتنسيقات على الشاحنات التجارية والتي تفرضها إسرائيل موضحا أن هذه التنسيقات تشكل سببا أساسيا في ارتفاع الأسعار بجانب نقص الكميات المعروضة وبسب الخور فإنه قبل الحرب لم يكن هناك أي رسوم أو تنسيقات تدفع سوى الضرائب الرسمية المعمول بها أما اليوم فقد تصل قيمة دخولة شاحنة قطع الغيار الواحدة إلى 3 ملايين شيكل وهو رقم ينعكس مباشرة على سعر القطعة النهائية التي يدفعها السائق وشدد على أن المطلوب بشكل عاجل هو إدخال قطع غيار السيارات كما كان الحال قبل الحرب ورفع القيود التي تعيق الاستيراد المنظم ووضع حد لحالة الفوضى والاستغلال حتى لا تبقى أزمة قطع الغيار سببا دائما في إشعال أسعار المواصلات واستنزاف ما تبقى من قدرة المواطنين على الصمود

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم