لبنان 2026 وما لا يرى
لبنان 2026 وما لا يُرى
آراء /> يقظان التقي إعلامي وأكاديمي ومترجم لبناني، له عدد من الكتب، دكتوراة في الدبلوماسية والعلاقات الدولية. 24 ديسمبر 2025 alt="لبنان"/>+ الخط -فترة أعيادٍ قصيرة يعيشها لبنان للاستهلاك الموسمي فوق التدمير الذي أفقر البلد. وبعد عام من الأحداث كان فيه موضوع حصر سلاح حزب الله القضية الأساسية التي يجري تداولها على نطاق واسع، طغى ذلك على كل عناصر الضعف الأخرى التي يعاني منها الكيان سياسياً ومالياً واجتماعياً. والشكل الذي تتخذه الأعياد ليتناسب مع الأوضاع يبدو كأنّه فوضى لكسر الواجهة: موضة نهاية العام، وطريقة للتظاهر تدفع الانتباه نحو اجتماع لبناني آخر مختلف، وإلى أملٍ بتحسينات كثيرة تطاول حياة اللبنانيين في العام المقبل.
صورة عام 2026، في ما يُرى وما لا يُرى، مغلقة بالاستنتاجات نفسها: بلد يعيش أوضاعاً غامضةً يستحيل معها التعويل على دعمٍ يحقّق تقدّماً في ملفّات كاملة ما زالت عالقةً: عجز في العمل السياسي، نقص في الموارد، محاصصة طائفية ومذهبية، ورعاية إقليمية ودولية مركّبة، مشروطة جميعها بعملية نزع سلاح حزب الله لتأمين تكاليف إعادة الإعمار لعشرات القرى المُهدَّمة: نحو 53 ألف وحدة سكنية، ومثلها متضرّرة في القرى الحدودية الجنوبية، فضلاً عن غير المُعلَن من الخسائر البشرية: نحو 4068 شهيداً. لقد تراجع تهديد الحرب، ومع ذلك فإن هدف المحادثات لا يزال غامضاً.
يعني السلام مع إسرائيل الذي يلوح في الأفق خضوع لبنان لمزيد من الإملاءات السياسية، وفصله عن مسار دعم القضية الفلسطينية
وبالانتظار، تعيش غالبية اللبنانيين فترة أعيادٍ مزدهرة يضعون فيها الضغوط جانباً من دون التفكير في الأساسيات المقلقة، ومن دون مصالحة مع الذات ومع التحدّيات التي تزعزع استقرار البلد. وبقدر ما تعكس الأجواء السائدة تمنّياتٍ وأملاً في مستقبل أفضل للبنان والمنطقة، ترافقها المشكلات العالقة إلى عام 2026: اقتصاد سيئ، وتهديدات إسرائيلية بحرب موسّعة تضرب ما تبقّى من بنية الدولة، وإدارة سياسية غير قادرة على نزع السلاح غير الشرعي وتوجيه الاقتصاد والمجتمع.
وما لا يُرى هو مآل المفاوضات مع الاحتلال ومستقبل المنطقة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على
