التعليم التمكيني مقاربة حديثة في سورية تواكب متطلبات العصر
١٣ مشاهدة
اعتمدت وزارة التربية والتعليم السورية منهاج التعليم التمكيني إطارا اجتماعيا وتربويا جديدا يستهدف التلاميذ من الصف الأول بالمرحلة الأساسية حتى الصف التاسع بها وذلك في خطوة تهدف إلى تطوير العملية التعليمية بما يتلاءم مع متطلبات العصر الحديث فتعزز حق الطفل في التعلم وتمنحه القدرة على التعلم الذاتي واكتساب مهارات الحياة الأساسية ويأتي هذا المنهاج في سياق سعي الوزارة إلى إصلاح التعليم وضمان استمرارية التعليم لملايين التلاميذ في سورية ولا سيما أولئك الذين واجهوا صعوبات في الوصول إليه في السنوات الماضية مع التركيز على مبادئ الشمولية والإنصاف والعدالة التعليمية وقال مدير المركز الوطني للمناهج التربوية لدى وزارة التربية والتعليم السورية عصمت رمضان في تصريح للوكالة العربية السورية للأنباء سانا nbsp اليوم الثلاثاء إن التعليم التمكيني منهاج قائم على التعلم الذاتي يضع المتعلم في قلب العملية التعليمية ويتيح للتلميذ أن يكون فاعلا لا متلقيا فحسب أضاف رمضان أن المنهاج يرتكز على أسس تربوية حديثة تقوم على مبادئ الإنصاف والشمولية من خلال مراعاة الفروق الثقافية والاجتماعية بين المتعلمين وتعزيز العدالة في فرص التعليم بما يضمن عدم ترك أي طفل خارج المنظومة التعليمية وأوضح رمضان أن منهاج التعليم التمكيني يعتمد مقاربة البناء التفاعلي إذ يركز على الأنشطة التعليمية والمحتوى الورقي بدلا من الحفظ والتلقين الأمر الذي يساهم في تنمية مهارات التفكير العليا ويشجع على التعلم المستمر ويعزز استقلالية المتعلم وقدرته على البحث والاكتشاف ويؤكد أن هذا المنهاج يتوافق مع اتفاقية حقوق الطفل وكذلك مع أهداف التنمية المستدامة ولا سيما تلك المتعلقة بضمان تعليم جيد وشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة ويتألف منهاج التعليم التمكيني من مجموعة مواد دراسية تشمل اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية إلى جانب العلوم الأساسية مثل الرياضيات والعلوم العامة والفيزياء والكيمياء كذلك يشتمل على دليل خاص بعنوان كيف أتعلم يهدف إلى دعم التعلم الذاتي والمتدرج لدى التلاميذ ولفتnbsp مدير المركز الوطني للمناهج التربوية لدى وزارة التربية والتعليم السوريةnbsp إلى أن هذا التنوع في المواد إلى جانب الدليل الإرشادي يتيحان للمتعلمين بناء معارفهم بطريقة متكاملة ويعززان قدرتهم على الربط ما بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي وشدد على أن التعليم التمكيني ليس بديلا عن التعليم الرسمي بل يتوافق معه ويهيئ التلاميذ للانتقال السلس إلى المدارس الحكومية من خلال تعزيز مهارات الاستقلالية والتعلم الذاتي وضمان العدالة والشمولية عبر توفير فرص التعلم لجميع الأطفال من دون تمييز وبين رمضان كذلك أن المنهاج يساهم في تعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة إذ يشجع التفكير النقدي وحل المشكلات ويطور مهارات التعلم المستمر إلى جانب دمج التكنولوجيا في الأنشطة العملية الأمر الذي يجعل التعلم أكثر فاعلية وتفاعلية وشرح مدير المركز الوطني للمناهج التربوية لدى وزارة التربية والتعليم السورية لوكالة سانا أن المنهاج يركز على تطوير مهارات أساسية في اللغات والرياضيات والعلوم بالإضافة إلى تنمية التفكير النقدي وكذلك الإبداعي وتشجيع التعلم الذاتي والتفاعلي وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية وبناء مهارات التفكير العليا بما يؤهل التلاميذ لمواجهة التحديات الأكاديمية والحياتية ووصف رمضان المنهاج بأنه خطوة متقدمة نحو تعليم شامل وعادل يعزز قدرة المتعلمين على الاعتماد على أنفسهم ويعدهم لمتطلبات المستقبل وبشأن دليل كيف أتعلم قال رمضان إنه دليل استرشادي موجه خصوصا إلى المتعلمين الذين واجهوا صعوبات في الوصول إلى التعليم أو تعرضوا لانقطاع دراسي إذ إنه سوف يساعدهم في تنظيم وقتهم والتعامل مع المواد الدراسية بطريقة مبسطة وتدريجية وأوضح أن الدليل يقدم إرشادات ونصائح للأهل لتمكينهم من دعم أبنائهم في العملية التعليمية وتطوير مهاراتهم الحياتية والاجتماعية والمهنية والعلمية بما يعزز دور الأسرة بوصفها شريكا أساسيا في التعليم وفي تعليق على اعتماد منهاج التعليم التمكيني تقول المواطنة السورية فاطمة جواد من حلب وهي والدة تلميذ في الصف الخامس الأساسي لـالعربي الجديد من الممكن أن يمنح التعليم التمكيني فرصة حقيقية للأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة أو تراجع مستواهم بسبب الظروف الصعبة وتشير إلى أن اعتماد التعلم الذاتي يساعد أبناءها على الاعتماد على أنفسهم خصوصا في ظل ضعف الإمكانات من جهته يرى المواطن السوري محمد عليو من إدلب وهو والد ثلاثة تلاميذ في المرحلة الأساسية أنه في حال جرى التعامل مع المنهاج الجديد من قبل المعلمين بطريقة جيدة فبإمكانه أن يشجع الأطفال على التفكير والفهم بدلا من الحفظ يضيف عليو متحدثاnbsp لـالعربي الجديد أن إشراك الأهل عبر دليل كيف أتعلم يساعد الأسرة في متابعة تعليم أبنائها بطريقة أفضل ولا سيما أن على عاتقها مسؤولية كبيرة في هذا المجال في السياق نفسه يقول الموجه التربوي السوري إياد بكور إن التعليم التمكيني يمثل تحولا مهما في العملية التعليمية فالتركيز على المتعلم وتنمية مهارات التفكير النقدي والتعلم الذاتي أمور تنسجم مع الاتجاهات التربوية الحديثة عالميا يضيف العلي في حديث لـالعربي الجديد أن نجاح هذا المنهاج مرتبط بتأهيل المعلمين وتوفير بيئة تعليمية داعمة ومتابعة تطبيقه على أرض الواقع مؤكدا أنه في إمكان التعليم التمكيني أن يساهم في تعويض الفاقد التعليمي وبناء جيل أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات والحصول على تعليم نوعي الأمر الذي يفتح أمامه آفاق التعلم والحياة