الاستعانة بالقصر لرعاية المسنين في الصين بين الترحيب والإدانة
٥٢ مشاهدة
بات سوق الاستعانة بالقصر لرعاية المسنين يحظى بشعبية متزايدة في الصين الأمر الذي أثار جدلا حول افتقار هذا السوق إلى التنظيم والمخاطر القانونية المحتملة إذ ويروج لهذه الخدمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات تداول السلع المستعملة ويتقاضى الفرد ما بين 200 إلى 500 يوان 28 إلى 70 دولارا أميركيا مقابل مهام تشمل زيارة المستشفيات والتسوق لشراء البقالة والاحتياجات اليومية وفي نهاية عام 2024 تجاوز عدد الصينيين الذين تجاوزوا الستين 310 ملايين شخص وتظهر البيانات الرسمية أن أكثر من نصفهم يعيشون بعيدا عن أبنائهم وفي بعض المدن والمناطق الريفية تتجاوز هذه النسبة 70 ما يعزز الطلب على خدمات الرفقة ويلجأ إلى القصر بسبب حاجتهم المادية ومرونة حركتهم في تلبية الاحتياجات اليومية لكبار السن وخلال الأشهر الأخيرة برزت إعلانات تبحث عن أطفال للعمل بدوام جزئي أحدها اشترط ألا يتجاوز عمر الطفل 16 سنة كي يؤنس زوجين مسنين يقيمان بمفردهما ويوفر لهما الخدمات المنزلية واشترط إعلان آخر أن يكون الطفل على دراية بحجز المواعيد الطبية في العيادات الخارجية وقد شجعت كثافة الإعلانات بعض المؤسسات على إطلاق مجموعات إلكترونية لاستقطاب الأطفال والشباب الراغبين في تقديم هذا النوع من الخدمات لتصبح العملية أكثر تنظيما ونجحت مؤسسة في مدينة شنغهاي شرقي الصين باستقطاب ألف شاب ما دفع الجهات المعنية إلى التواصل معها لتلبية احتياجاتها من العمالة مقابل الحصول على نسبة من المرتبات وألهمت الفكرة مؤسسات أخرى بادرت إلى إطلاق حملات مماثلة في مناطق مختلفة وتنقسم الآراء بشدة حول هذه الخدمات إذ يرى المؤيدون أن الاستعانة بالأطفال تعد حلا مدفوعا بسد الثغرات في رعاية المسنين بينما يحذر المنتقدون من مقدمي الخدمات غير المدربين فضلا عن فرص الانتهاكات القانونية نظرا لقلة خبرتهم قياسا بأعمارهم ويطالبون السلطات بالتدخل لوضع قواعد أكثر وضوحا وسياسات صارمة لتنظيم هذا القطاع يعمل وانغ جينغ الموظف في شركة لصيانة الاتصالات بمدينة شنغهاي أكثر من 16 ساعة يوميا الأمر الذي يجعله غير قادر على رعاية والده البالغ 72 سنة ويقول لـالعربي الجديد بسبب ضغط العمل لجأت خلال السنوات الماضية إلى مدبرات منزل لرعاية والدي وكان الأمر مكلفا لأن قلة منهن يقبلن بدوام جزئي فاضطررت إلى التعاقد مع إحداهن بدوام كلي كان يستنزف نحو 40 من راتبي الشهري في حين كان كل ما يحتاجه والدي هو التسوق اليومي والمراجعة الطبية الأسبوعية nbsp ويتابع وانغ عندما سمعت بخدمات الشباب شعرت بأنها الحل الأمثل خصوصا في ما يتعلق بمرافقة والدي إلى العيادات الطبية كونهم أكثر نشاطا وحيوية الأمر لا يستغرق أكثر من ثلاث أو أربع ساعات في اليوم بتكلفة معقولة وأعباء أقل كما أن الشباب أكثر لطفا ويتعاملون بمنطق أبوي ويفعلون ما يطلبه والدي منهم على عكس مدبرات المنزل اللاتي يحكمهن مزاجهن ويتعاملن بفجاجة وتجدهن أكثر تطلبا وإلحاحا وتقول أستاذة الدراسات الاجتماعية في معهد غوانغ دونغ nbsp تانغ لي إن اللجوء إلى القصر والشباب في رعاية المسنين هو انعكاس لأزمة حقيقية في المجتمع الصيني نتيجة نمط الحياة في ظل الانفتاح الاقتصادي وإيقاع الحياة السريع الذي يصعب فرص التواصل الاجتماعي الطبيعي حتى داخل الأسرة الواحدة وتضيف لـالعربي الجديد هناك حاجة ملحة لإجراء مراجعة شاملة مع اتساع الفجوة بين الآباء والأبناء وتفاقم أزمة الرعاية وازدياد أعداد المسنين بصورة تثير القلق ويتوقع الخبراء أن يرتفع عدد الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة في الصين 402 مليون بحلول عام 2040 في حين يواجه نظام الرعاية الاجتماعية مشاكل عدة إذ يعاني نحو 44 مليونا من المسنين من أشكال مختلفة من الإعاقات ويحتاجون إلى رعاية خاصة ومن المرجح أن تزداد الأمور سوءا في حال عدم اتخاذ إجراءات سريعة ووفقا للمعايير الوطنية في الصين يجب تخصيص عامل واحد لكل أربعة مقيمين داخل مرافق رعاية المسنين لكن الأرقام لا تتجاوز 320 ألف عامل رعاية يخدمون نحو 8 1 ملايين مقيم في دور الرعاية في مختلف أنحاء البلاد ما يمثل عجزا يتخطى 1 7 مليون وطرحت الصين في عام 2022 أول مجموعة من المعايير الوطنية الإلزامية لرعاية كبار السن وتوفير المتطلبات الأساسية لجودة الخدمات داخل هذا القطاع وأصدرت توجيهات إلى الحكومات المحلية بضرورة تعزيز صناعة الرعاية الذكية للمسنين وبناء مجتمع صديق لهم وحث الأبناء على توفير الرعاية لكبار السن في المنازل لصون حقوقهم ومصالحهم