مقتل شقيقين في حلب يفتح ملف السلاح المتفلت والثغرات الأمنية
٦٦ مشاهدة
شهدت مدينة حلب مساء أمس الجمعة جريمة مروعة هزت الشارع الحلبي بعدما أقدم مسلحان على اقتحام محل نعسو لتجارة الذهب في حي الهلك وأطلقا النار بشكل مباشر على شقيقين يعملان في المحل ما أدى إلى مقتلهما على الفور وإصابة عدد من المواطنين الذين صودف وجودهم في الشارع لحظة الهجوم وأسفرت الجريمة عن مقتل الشقيقين أحمد نعسان ويامن نعسان بالتزامن مع اليوم الثاني من حملة التبرع الوطنية حلب ست الكل التي تهدف إلى جمع التبرعات لدعم مشاريع إعادة الإعمار وتعافي المحافظة من آثار الحرب وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا التقطته كاميرات المراقبة داخل المحل يظهر اقتحام مسلحين ملثمين المكان وإطلاق النار بشكل مباشر على الشقيقين من دون أي احتكاك مسبق قبل أن يلوذا بالفرار وقال عبد الرزاق السليم أحد أقرباء الضحيتين أن الشقيقين لم تكن لديهما أي مشاكل أو خلافات مع أي جهة ومعروفان بسيرتهما الحسنة وأضاف لـالعربي الجديد لم يسرق شيء يذكر من المحل وكل ما جرى كان إطلاق نار مباشرا من شخصين يتحدثان الكردية بحسب شهود وكأن الهدف القتل فقط لا السرقة وأشار إلى أن الشقيقين الضحيتين تعود أصولهما إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي واستقرا في حلب منذ سنوات ولم يتلقيا أي تهديدات سابقة من جهته قال مصدر أمني مطلع لـ العربي الجديد إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن طريقة التنفيذ لا تشبه الجرائم الجنائية التقليدية المرتبطة بالسرقة لافتا إلى أن إطلاق النار المباشر وعدم الاستيلاء على كميات تذكر من المصاغ الذهبي وتوقيت العملية كلها مؤشرات على عمل منظم يهدف إلى زعزعة الأمن وأضاف المصدر مفضلا عدم الكشف عن اسمه هناك معلومات يجرى التحقق منها حول هوية المنفذين بما في ذلك اللغة التي كانا يتحدثان بها أثناء التنفيذ لكن لا يمكن الجزم بأي تفاصيل قبل انتهاء التحقيقات ويرى المصدر أن الوضع الأمني في مدينة حلب يختلف عن باقي المحافظات نظرا إلى تداخل مناطق السيطرة ووجود أحياء خارجة عن سيطرة الدولة بشكل مباشر مثل حيي الشيخ مقصود والأشرفية الخاضعين لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية قسد ما يشكل ثغرات تستغل من قبل مجرمين وفلول وشبكات خارجة عن القانون للاختباء والتنقل وأشار إلى أن هذا الواقع يفرض تحديات إضافية على ضبط الأمن لكنه لا يعفي الجهات المعنية من مسؤولياتها مؤكدا أن الأجهزة الأمنية عازمة على عدم ترك أي جريمة قتل ضد مجهول والملاحقات مستمرة وهناك تنسيق أمني مكثف لتعقب الجناة وسد هذه الثغرات بالتعاون مع الجهات المختصة وجه محافظ حلب الجهات المعنية بـمواصلة التحقيقات بحزم وملاحقة الجناة أينما كانوا مؤكدا التزام الدولة بـحماية أمن المواطنين وفي أول تعليق رسمي وجه محافظ حلب الجهات المعنية بـمواصلة التحقيقات بحزم وملاحقة الجناة أينما كانوا مؤكدا التزام الدولة بـحماية أمن المواطنين وعدم التهاون مع أي اعتداء يهدد الاستقرار nbsp وفي المقابل عبر أهالي مدينة حلب عن غضبهم واستيائهم الشديدين من الجريمة معتبرين أنها تشكل ضربة قاسية لحالة الاستقرار النسبي التي تحاول المدينة ترسيخها بعد سنوات من الحرب وقال أيهم الحداد من حي الهلك الذي وقعت فيه الجريمة في حديثه لـالعربي الجديد إن تكرار مثل هذه الحوادث يعمق شعور الخوف لدى المدنيين لا سيما مع وقوع الجريمة في وضح النهار وأمام المارة nbsp وطالب بمحاسبة الفاعلين بأقصى العقوبات محذرا من أن التساهل مع الجرائم العنيفة يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى ويقوض أي جهود حقيقية لإعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية في حين حمل آخرون انتشار السلاح غير المنضبط مسؤولية تصاعد أعمال العنف معتبرين أن غياب الضبط الصارم للسلاح يحول الخلافات أو الأجندات التخريبية إلى جرائم دموية يدفع ثمنها الأبرياء ورأى ماهر الصباغ من حي صلاح الدين في حلب أن مشهد مقتل الشقيقين داخل مكان عملهما وإصابة مدنيين في الشارع لا ينسجم مع صورة مدينة تحاول النهوض من ركام الحرب ويبعث برسائل سلبية للسكان وللمستثمرين على حد سواء مطالبا الجهات المعنية باتخاذ إجراءات ملموسة تعيد الثقة بالأمن وتمنع تكرار مثل هذه الجرائم nbsp وتأتي هذه الجريمة في وقت تحاول فيه حلب استعادة دورها الاقتصادي والاجتماعي وسط حملات دعم وإعمار ما جعل من الحادثة صدمة مضاعفة للسكان الذين يخشون أن تكون محاولة لضرب حالة الاستقرار النسبي وإعادة المدينة إلى مربع الخوف