توجت أكسفورد طعم الغضب كلمة للعام 2025 وهو تقليد سنوي تختار فيه الدار كلمة تعبر عن المشاعر أو العلاقات أو السلوك الأكثر انتشارا في السنة مع العلم أنها اختارت السنة الماضية تعبير تعفن الدماغ هي إذا لعبة القلب والعقل التي تفوز في روليت الكلمات في كل زمان ومكان وبأسماء جديدة تفسر دار نشر أكسفورد هذا الاختيار بارتفاع نسب اللجوء إلى اللعب على تفاعل الناس مع المحتوى السلبي والعنيف في وسائل التواصل والتلاعب بهم فالبشر مع محبتهم الترفيه يتفاعلون أكثر مع المصائب والعنف الممارس ضد أشخاص أو فئات أو حيوانات لذا يخترع المؤثرون لأنفسهم مصائب أو يستغلون ما لا يستغل كوفاة قريب يستعملها المؤثرون لجلب الجمهور في أكثر اللحظات الإنسانية خصوصية وهي حالات المرض والموت في مواقع الأخبار التي أوردت الخبر عربيا قدمت الكلمة من غير تشكيل فصار من الممكن أن تقرأ طعم الغضب وتمتصها العين بسرعة ويتقبل القلب جدتها على قدمها وألفتها ففي المحتوى العام أو السياسي ما من كلمة تصف شعور الناس أمام صور الإبادة أكثر من طعم الغضب في لحظة فقدت كل الكلمات فيها معناها أمام بشاعة الإجرام الصهيوني تجاه غزة بعض الناس لا تخطر في أذهانهم سوى اللعنات لكن طعم الغضب بديل قوي لوصف الشعور رغم أن طعم الدم يخطر أيضا على ألسنتنا لكنها عبارة قديمة قدم الدم في يدي الإنسان لماذا نحن مهووسون باختراع أسماء جديدة لمشاعر قديمة ربما لأنها حيلة نفسية تنقل المرئي الذي نشعر أنه ليس مفهوما أو مرئيا بما يكفي خاصة في أجواء أو سياقات مختلفة وهذه العملية حسب ميشيل فوكو في كتابه الأجمل الكلمات والأشياء تسمح بالانتقال خلسة من المكان الذي نتكلم منه إلى المكان الذي نرى فيه بإغلاق الواحد على الآخر بسهولة كما لو كانا متناسبين بحيث نرتاح لأننا نجحنا في نقل المعنى بالكلمات وأهمية تسمية الأشياء لا تأتي لأن الكلمة تقع إزاء المرئي في عجز تجهد عبثا لتجاوزه بل لأنه لا يمكن أن يختزل أحدهما الآخر ورغم هذا يقول فوكو أن ما نراه لا يسكن أبدا ما نقول وعبثا عملنا على أن نجعل الآخرين يرون بالصور والاستعارات والمقارنات ما نقوله الآن ما العمل يا فوكو نسمي أو لا نسمي وكان بإمكان أكسفورد أن تكتفي بكلمات موجودة سلفا مثل الاستفزاز فهي تؤدي الغرض لوصف الابتزاز العاطفي الذي تمارسه وسائل التواصل علينا التلاعب كلمة أخرى تصف عملية استجلاب التعاطف أو إثارة الاستياء لكن ما نفع الكلمات أن تتوسع وتمنحنا أدوات جديدة لوصف المخازي التي نراها كل يوم وإذا لم نرغب في إطلاق التسميات على الأشياء ففوكو يقترح علينا أن نمحوها وربما عبر اللغة الرمادية الموسوسة والتكرارية دوما لأنها فضفاضة جدا يضيء المعنى شيئا فشيئا بعد مصطلح طعم الغضب Rage Bait جاء في الترتيب أعلى الكلمات تعبيرا مصطلحا زراعة الهالة والاختراق البيولوجي وإذا كان المصطلح الفائز بالصدارة يعبر عن السلبية فالثاني والثالث عن محاولة مقاومة السلبية وعلى نفس المستوى وسائل التواصل فـ Aura farming هي محاولة خلق كاريزما في زمن الصورة العامة بخلق انطباع لدى الآخرين بأن المعني أو المعنية ذوو هيبة وشخصيات غامضة ومثيرة للاهتمام أما الثانية Biohack فتصف المحاولات الجاهدة لمقاومة الشيخوخة والمرض وكسر دائرة الجينات الضعيفة والسلوك المدمر بتحسين الأداء البدني والعقلي مما يروجه خبراء التغذية ومدربي الحياة وتختار دار نشر جامعة أكسفورد كلمة العام من خلال تحليل الكلمات الجديدة والناشئة إضافة إلى رصد التحولات في استخدام اللغة لتحديد المفردات ذات الدلالة الثقافية البارزة وجل الكلمات التي تختارها أخيرا تستجيب لأشكال التفاعل على السوشيال ميديا والحقيقة أن وسائل التواصل أكبر طعم في تاريخ البشرية ما فعلته بحياة الناس لا يمكن وصفه ووصف كلمة سنويا لتسهيل عملية التفاعل مع هذا الكم الهائل من السلوك المضخوخ عبر هذه الوسائل تجاه كائن واحد هو الإنسان بالكاد يكفي بل نحتاج صيدلية كاملة من الكلمات