القائمة الطويلة للبوكر العربية روايات وأبطال على هامش التحولات

٦١ مشاهدة
أضافت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر لعام 2026 التي أعلنت منذ أيام رقما جديدا إلى سلسلة القوائم التي تراكمت عبر سنوات الجائزة وتحولت مع الوقت إلى أكثر من مجرد محطات تنافسية nbsp في كل دورة تبدو القوائم وكأنها تقول شيئا عن الرواية العربية المعاصرة من دون أن تفصح عن لغتها الخاصة فتجمع نصوصا متباعدة في الأسلوب والرهانات السردية ثم تترك القراء والنقاد أمام مهمة التأويل وحدهم من هذا المنطلق يمكن النظر إلى القائمة الطويلة لعام 2026 بوصفها مشهدا روائيا لا يجمعه موضوع واحد بقدر ما تجمعه خطوط عامة مشتركة فالروايات الـ16 المرشحة تميل في معظمها إلى الانكفاء على التجربة الفردية والعوالم الداخلية للشخصيات فيقل الاشتباك المباشر مع السرديات الكبرى أو الحدث السياسي بوصفه مركزا وتتقدم الذاكرة والعائلة والجسد والعزلة والغياب بوصفها محركات أساسية للسرد فيما يتراجع حضور البطل المركزي لصالح شخصيات هشة مترددة أو واقفة على هامش التحولات فمن الذاكرة العائلية المتشظية في خمس منازل لله وغرفة لجدتي لمروان الغفوري إلى العتمات المتراكبة داخل البنية العائلية في عمة آل مشرق لأميمة الخميس ومن العزلة بوصفها تجربة وجودية في عزلة الكنجرو عند عبد السلام إبراهيم والاختباء في عجلة هامستر عمل عصام الزيات إلى الغياب بوصفه أثرا لا يندمل في غيبة مي لنجوى بركات والقلق اليومي المعلق في فوق رأسي سحابة لدعاء إبراهيم وأيضا الحياة ليست رواية لعبده وازن تتوزع الروايات على خرائط داخلية أكثر مما تتحرك في فضاء الحدث الخارجي وفي موازاة ذلك تحضر الأسئلة المعرفية والشكلية بوضوح في أعمال مثل في متاهات الأستاذ ف ن عند عبد المجيد سباطة وأصل الأنواع لأحمد عبد اللطيف حيث يصبح التجريب البنيوي وتفكيك اليقين جزءا من صلب المعنى فيما تشتبك روايات أخرى مع التاريخ والسلطة والرمز بطرائق ملتوية وغير تقريرية كما في البيرق هبوب الريح لشريفة التوبي وأيضا أغالب مجرى النهر لسعيد خطيبي وحبل الجدة طوما لعبد الوهاب عيساوي وأيام الفاطمي المقتول نزار شقرون ومنام القيلولة لأمين الزاوي أما الرائي لضياء جبيلي وماء العروس لخليل صويلح فيقعان على تخوم الرؤية واللغة حيث يتداخل الشاهد بالهلوسة والجسد بالمكان ضمن سرد يراهن على الكثافة لا على الاتساع تتقدم العائلة والجسد والعزلة بوصفها محركات أساسية للسرد الذاكرة إذا تحضر في أكثر من عمل لا باعتبارها استعادة زمن مضى بل بوصفها أداة لفهم الحاضر ويبرز الاغتراب بوصفه حالة وجودية أكثر منها تجربة جغرافية في عزلة الكنجرو تتجسد العزلة في الهجرة والعيش بين هويات معلقة بينما تقدم الاختباء في عجلة هامستر عزلة من نوع آخر عزلة داخل الإيقاع اليومي نفسه حيث الحركة المستمرة لا تفضي إلى تحول حقيقي بل إلى استنزاف المعنى وفي غيبة مي لا يروى الاختفاء بوصفه حدثا بل بوصفه أثرا ممتدا يطاول اللغة والذاكرة والعلاقات الغياب هنا ليس فراغا بل حضور مؤلم ودائم ويجد هذا الخط صدى أكثر هدوءا في فوق رأسي سحابة حيث يتحول القلق غير المرئي إلى حالة نفسية تظلل التجربة اليومية تتراجع صورة البطل الفاعل لصالح ذوات مراقبة أو مترددة وفي الرائي يتحول الراوي إلى شاهد مرتبك تتداخل رؤيته بين الواقع والهلوسة بينما تقدم في متاهات الأستاذ ف ن شخصية تتحول إلى مركز متاهة معرفية وسردية حيث يصبح اليقين نفسه موضع شك لا ينفصل ذلك عن الاشتغال على الشكل حيث تذهب أصل الأنواع إلى مزج الفلسفي والعلمي والأسطوري لا لتقديم أطروحة جاهزة بل لزعزعة فكرة الأصل نفسها وتحويلها إلى سؤال مفتوح لا يمكن التعامل مع هذا المشهد بوصفه خيارات بلا كلفة فثمة اعتراض نقدي مشروع يمكن طرحه هل أدى هذا الانحياز إلى الرواية المتأملة والهشة إلى تهميش أشكال أخرى من السرد في مقابل هذا الحضور الكثيف للذاكرة والذات المنكفئة يكاد يغيب السرد الذي يغامر بحكايات كبرى أو يعيد الاعتبار للحبكة والصراع الخارجي بوصفهما أدوات أساسية في إنتاج المعنى nbsp قد يخشى أيضا أن ينتج هذا المزاج نوعا من التشابه غير المقصود بين النصوص حيث تتكرر الثيمات نفسها بأشكال مختلفة ويغدو الاختلاف مسألة درجات لا رهانات ومع ذلك يبقى هذا الاعتراض محكوما بحدوده فالقائمة الطويلة لا تدعي تمثيل كل ما يكتب لكنها تظل مؤشرا على ما ينظر إليه اليوم بوصفه كتابة جديرة بالاعتراف

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم