أطلقت وزارة الصحة العامة في لبنان اليوم الثلاثاء بالتعاون مع وزارات عدة منها التربية والشباب والرياضة ومنظمة الصحة العالمية في السراي الحكومي الحملة الوطنية حول صحة المراهقين إطلاق الترند الصحي برعاية سفيرة لبنان لدى منظمة اليونسكو سحر بعاصيري سلام ويأتي ذلك في ظل تزايد المخاطر الصحية التي يواجهها المراهقون في لبنان بما في ذلك تناول الكحول وتعاطي المخدرات المبكر في المدارس واستندت الحملة الوطنية حول صحة المراهقين إلى أدلة مسحية استهدفت الشباب والمراهقين إذ جاءت استجابة مباشرة للنتائج المثيرة للقلق من المسح العالمي للصحة المدرسية في لبنان لعام 2024 وأظهرت النتائج أنه على صعيد الإدمان 29 من المراهقين يدخنون حاليا بينهم 62 دخنوا أول سيجارة قبل سن 14 عاما 11 من المراهقين يشربون الكحول حاليا و42 منهم يتناولون أكثر من مشروبين يوميا بينما تناول 65 أول مشروب كحولي قبل سن 14 عاما 3 من المراهقين استخدموا القنب الهندي 3 جربوا الأمفيتامين منبه للجهاز العصبي المركزي 25 استخدموا أدوية بدون وصفة طبية من بينهم 17 مهدئات وأقراص نوم جرب 79 منهم المخدرات لأول مرة قبل سن 14 عاما وقد وضعت الوزارات المشاركة في الحملة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خطة وطنية تعاونية لتطبيقها على أرض الواقع تشمل توعية المراهقين والأسر حول المخاطر الصحية تشجيع المراهقين على اتباع سلوكيات صحية واتخاذ خطوات إيجابية الكشف الطبي في المدارس إضافة إلى حملات وقائية تشمل لقاءات مع الأهالي وبرامج تفاعلية إلكترونية ونواد صحية وتحسين البيئة المدرسية مثل منع التدخين تطوير المباني والمرافق المدرسية وضمان سلامة المياه ووضع خطة طوارئ مسبقة في السياق قال الدكتور عبد الناصر أبو بكر ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان في تصريح لـالعربي الجديد جاء إطلاق هذه الحملة بعد محاضرة حول صحة المدرسة عقدناها العام الماضي إذ تبين لنا وجود عدد من المجالات التي ناقشناها مع وزارتي الصحة والتربية ووجدنا أنها تحتاج إلى مزيد من العمل والمتابعة لأن بعض هذه المجالات لم يكن بالمستوى المطلوب ومن بين القضايا المطروحة صحة الأطفال والصحة النفسية والعنف والتنمر والضغوط إضافة إلى مواضيع أخرى لكن من أبرز هذه القضايا كان نمط الحياة الصحي وأضاف لذلك وبالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة التربية توصلنا إلى أنه لا يمكن الاكتفاء بما أنجز سابقا وبعد مراجعة تجربة محاضرة صحة المدرسة وجدنا أن هناك ترتيبات وإجراءات جديدة يجب اتخاذها وأنه من الضروري القيام بخطوة إضافية لتحديد التحديات التي يواجهها الأطفال والشباب في لبنان ومن هنا جاءت هذه الحملة نقطة انطلاق إيمانا بأهمية التعاون مع جميع الجهات بهدف التأكد من أننا نتعامل على نحو سليم مع قضايا الأطفال وأننا قادرون على دعمهم وإيصال الرسائل الصحيحة إليهم ومنحهم الفرصة للتعامل مع بعض التحديات التي جرى تحديدها في هذه المحاضرة أما في ما يتعلق بتنسيق البيانات بين الشركاء ومنظمة الصحة يرى أبو بكر أن الأمر يسير على نحو جيد جدا فعلى سبيل المثال قامت منظمة الصحة بتنظيم تدريبات شاركنا فيها كما طرحت خلالها تحديات وأسئلة مهمة ما ساعدنا على الجلوس معا والتنسيق بدقة من جهة ثانية تناولت الدراسة أبرز السلوكيات الخطرة المتعلقة بالأمان لدى المراهقين وأظهرت نتائج المسح الميداني أن 73 من المراهقين لا يستخدمون أحزمة الأمان خلال القيادة 8 منهم تعرضوا لإصابات مرورية 64 ينامون أقل من 8 ساعات يوميا 71 يستخدمون الإنترنت أكثر من 4 ساعات يوميا بدورها عبرت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي عن قلقها بشأن نتائج الدراسة خلال حديثها مع العربي الجديد قائلة جرى عرض الدراسة سابقا بمشاركة وزارة التربية للاطلاع على نتائجها كنت حاضرة في الاجتماع وقلت لهم إن الخطوة الأولى هي القيام بعملية توعية وأضافت رؤيتنا في وزارة التربية تركز على الطالب بشموليته وليس فقط على الجانب الأكاديمي كما كان الوضع سابقا هذا أمر مهم وأساسي بالنسبة لنا كما أن الحملة تساعدنا على تعزيز التعاون على نحو أفضل مع الوزارات الأخرى وخصوصا وزارة الصحة وترى وزيرة التربية أن الوقاية جزء لا يتجزأ من منهج وزارة التربية وسيجري إدراجها في البرامج الجديدة التي ستطلق قريبا بالتعاون مع الوزارات الأخرى سنتمكن من التعامل مع أي إشكاليات أو أزمات يواجهها الشباب من خلال وضع البنية اللازمة لمعالجة المشكلة من جذورها وليس الاكتفاء بالتوعية فحسب وأظهرت الدراسة أن مؤشرات الصحة النفسية لدى المراهقين خاصة كانت مثيرة للقلق إذ أبلغ 19 من المراهقين عن شعورهم بالوحدة معظم الوقت 25 عن قلق شديد أدى إلى صعوبة في النوم 27 شعروا بالتوتر أو القلق بصورة متكررة 18 فكروا في الانتحار بجدية 22 وضعوا خطة للانتحار 14 حاولوا الانتحار فعليا كما أبرزت الدراسة أن اتجاهات التغذية والنشاط البدني لدى المراهقين تتطلب تدخلا إذ أظهرت النتائج أن 36 من المراهقين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة 50 يتناولون الفواكه أو الخضروات أقل من مرة واحدة يوميا 80 لا يمارسون النشاط البدني يوميا 63 يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا في وضع الجلوس عدد المراهقين في لبنان يزيد عن 900 ألف وإذا أردنا مستقبلا مستقرا وسليما لبلدنا يجب أن تكون صحتكم سليمة وأن تحبوا أنفسكم لأنكم تستحقون حياة صحية من جهتها وجهت سفيرة لبنان لدى منظمة اليونسكو سحر بعاصيري سلام رسالة إلى المراهقين والمراهقات خلال كلمتها قائلة هناك فرق كبير بين الاستعمال الصحي والإدمان على تطبيقات مثل تيك توك إنستغرام ليس كل ما ترونه أونلاين حقيقي ولا كل لايك يعني صديق ولا كل صورة جميلة تعكس الراحة أو السعادة بل الحياة الحقيقية تتجاوز الشاشة وأكدت أن الحملة التي نعمل عليها ليست لإعطاء أوامر بل لدعمكم لتبنوا حياة صحية الجيل الصحي لا يبنى بالقواعد فحسب بل بشباب يؤمنون أنهم يستحقون الأفضل مشيرة إلى أن عدد المراهقين في لبنان يزيد عن 900 ألف وإذا أردنا مستقبلا مستقرا وسليما لبلدنا يجب أن تكون صحتكم سليمة وأن تحبوا أنفسكم لأنكم تستحقون حياة صحية وأقوى مما تتخيلون نحن معكم ندعمكم كونوا أنتم الصحة وفي السياق ذاته أكد وزير الصحة العامة راكان ناصر الدين في كلمته ضرورة الحملة موضحا أن بعض الدراسات تشير إلى أن الاستثمار في صحة المراهقين يحقق مردودا عاليا يفوق 10 إلى 12 ضعف الكلفة الأولية وهو من أعلى العوائد في القطاع الصحي نظرا لما يحققه من تحسينات في الصحة الجسدية والنفسية والإنجابية إضافة إلى أثره على التعليم وكلها مكاسب تترجم إلى فوائد اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد للبنان كما أعلن عن تشكيل لجنة وطنية متعددة القطاعات تضم ممثلين عن وزارات وهيئات مختلفة وخبراء مهمتها إعداد الاستراتيجية الوطنية لصحة المراهقين يذكر أن نتائج حملة إطلاق الترند الصحي التي أجريت عام 2024 تطابقت في العام الحالي مع دراسة أجرتها الدكتورة مها حطيط الحاصلة على دكتوراه في علوم التغذية ومنسقة قسم علوم الأغذية في المجلس الوطني للبحوث العلمية CNRS بالتعاون مع باحثين آخرين وأظهرت الدراسة أن المراهقين اللبنانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما يتعرضون لخطر الكحول والتبغ وأن عاداتهم الغذائية مثيرة للقلق بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية إذ يستهلك حوالى 6 3 من الفتيان الكحول بانتظام