دور الجيش يثير انقسامات حادة في باكستان

٥٠ مشاهدة
تكبر الانقسامات في باكستان وخصوصا حول دور المؤسسة العسكرية التي تحاول لم صفوف مختلف الفئات حولها ولا سيما علماء الدين فيما تواجه هذه المؤسسة معارضة من بعض الأحزاب السياسية وخصوصا حركة الإنصاف في ظل سجن زعيمها عمران خان منذ 2023 الذي يحظى بشعبية كبيرة في باكستان وبرز أخيرا عقد مؤتمر لعلماء الدين في إسلام أباد يوم العاشر من ديسمبر كانون الأول الحالي بمشاركة رئيس الوزراء شهباز شريف وقائد الجيش الباكستاني المشير عاصم منير وكان لافتا طلب قائد الجيش من علماء الدين المشاركين في المؤتمر أن يعقدوا مباحثات مع المدارس الدينية بهدف إقناعها بفكرة أن الجيش الباكستاني هو الجيش الإسلامي الوحيد الذي يمتلك قوة نووية وأن هناك دولا تعمل من أجل أجندة إسرائيل والهند بهدف إضعاف هذا الجيش وعلى الرغم من انتقاد منير للمدارس الدينية والقائمين عليها باستثناء قلة قليلة مثل جامعة الرشيد في مدينة كراتشي وجامعة فاروقية في لاهور ناصحا كل المدارس بأن تتخذ من هاتين المدرستين نموذجا في التعامل مع مؤسسات الدولة ومع المصالح الوطنية إلا أن العلماء الموجودين في قاعة المؤتمر أشادوا بدور قائد الجيش في دعم المدرسة الدينية ونشر الفكر الإسلامي بين جيل الشباب كذلك أكد بعضهم أن طلاب المدارس الدينية في باكستان مستعدون للوقوف إلى جانب الجيش وحمل السلاح ضد أي دولة تحارب الجيش الباكستاني إشادة بقائد الجيش وقال رئيس مؤتمر علماء باكستان العلامة طاهر أشرفي مخاطبا قائد الجيش أنت قائد الأمة وتحارب أعداء البلاد وكل طلاب المدارس الدينية وعددهم ثلاثة ملايين طالب مستعدون لحمل السلاح والقتال إلى جانبكم ضد كل من سولت له نفسه المساس بباكستان وأضاف أن الجيش الباكستاني أثبت في حربه الأخيرة مع الهند في مايو أيار الماضي أنه أقوى جيش في المنطقة وكبد الهند خسائر كبيرة في كل الجوانب مشيرا إلى أنه بعد ذلك بدأت الهند تتحرك من الجانب الأفغاني ونحن نعرف أن الهند تريد الانتقام ولكننا لن نترك الجيش وحده في مواجهة هؤلاء وما أثار الاستغراب قول أشرفي إن من إنجازات قائد الجيش أنه جعل السياسيين والعسكريين الباكستانيين في صف واحد ووحد صفوف السياسيين كذلك باتت المؤسسة العسكرية متماسكة موحدة تحت قيادته عبد الوكيل خان اللحمة الوطنية التي يتحدث عنها بعض العلماء ضربتها القوات المسلحة أصلا وفي السياق ذاته أشاد المفتي عبد الرحيم الذي نظم المؤتمر وهو رئيس جامعة الرشيد بمدينة كراتشي في كلمته بدور قائد الجيش ورئيس الوزراء في الحفاظ على اللحمة الوطنية معتبرا أن ما قاما به من عمل دؤوب لوحدة صف القوى الأمنية والسياسية في البلاد هو نجاح كبير ومنطلق لمحاربة القوى التي تدعمها إسرائيل والهند ضد باكستان وأشار عبد الرحيم إلى أن الإسرائيليين والهنود موجودون حاليا في أفغانستان ويخططون من أجل إضعاف الجيش الباكستاني كذلك أسهب في مدح قائد الجيش معتبرا كل من يعادونه خوارج عن الدين وأنهم من ضمن الفئة المنبوذة التي ليس لها هم ولا غم سوى النيل من الإسلام والمسلمين متهما أفغانستان بأنها تعمل من أجل أجندة إسرائيل والهند ضد باكستان الدولة النووية الإسلامية وقال إن الجيش الباكستاني أفضل جيش على وجه الأرض من الناحية الدينية والروحية وتعليقا على مؤتمر علماء الدين في إسلام أباد قال المفتي الباكستاني عبد الوكيل خان لـالعربي الجديد إن كل من شارك في الاجتماع يأكلون على مائدة الجيش منذ القدم وعلى رأسهم المفتي عبد الرحيم والعلامة طاهر أشرفي وأضاف نحن أيضا لا نريد أن يكون هناك عدم الاستقرار في البلاد ولكن اللحمة الوطنية التي يتحدث عنها هؤلاء العلماء ضربتها القوات المسلحة أصلا وهي لا تزال مشغولة في القضاء عليها وفي رأيه فإن كل من شارك في هذا الاجتماع استخدمته القوات المسلحة من أجل تمزيق صف علماء الدين والمدرسة الدينية في باكستان ويطرح الكثير من المراقبين تساؤلات عن صحة حديث بعض هؤلاء المشايخ بشأن وجود وحدة وطنية في البلاد وتحديدا بين القوى السياسية والقوى الأمنية بفضل جهود المؤسسة العسكرية وتحديدا منير في حين أن زعيم أكبر حزب سياسي حركة الإنصاف عمران خان في السجن ولا يسمح لأفراد أسرته ولا لقادة حزبه وللمحامين أن يلتقوه كما أعلن حزبه nbsp محمد داوود افتخار باكستان لم تعرف تشتتا وانقساما منذ عقود مثل ما يحصل اليوم انقسامات حادة في باكستان من جهته قال الإعلامي الباكستاني محمد داوود افتخار لـالعربي الجديد إن باكستان لم تعرف تشتتا وانقساما منذ عقود مثل ما يحصل اليوم معتبرا أن لهذا الانقسام تأثيرات كبيرة على الساحة الأمنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية في البلاد وأضاف أن حكومة إقليم خيبربختونخوا شمال غربي البلاد التي تترأسها حركة الإنصاف تهدد بالانقلاب والعصيان المدني وتعارض سياسات المؤسسة العسكرية ولفت إلى أن رئيس حكومة خيبربختونخوا سهيل خان آفريدي وصف أكثر من مرة خلال الأيام الماضية المؤسسة العسكرية بأنها ظالمة وقاتلة لأبناء عرقية البشتون وأنها تنتهك الحرمات وأوضح أنه عندما لوح بعض المسؤولين في الحكومة المركزية بأن من الممكن فرض الطوارئ في البلاد لتقوم الحكومة المركزية والمؤسسة العسكرية بما تريدان كان آفريدي يتحداهما قائلا إن أحدا لن يدخل إلى الإقليم بالتالي قال افتخار لم تجرؤ الحكومة أو الجيش أن يفعل ذلك لأنهما يعرفان أن الرجل من أبناء قبائل خيبر المجاورة لمدينة بشاور مركز إقليم خيبربختونخوا و90 من تلك القبائل يؤيدون عمران خان في المقابل وصف المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شريف في مؤتمر صحافي يوم الثامن من ديسمبر الحالي عمران خان بالرجل النرجسي والمريض العقلي وأنه يعمل لأجندات أجنبية وتعليقا على ذلك قال افتخار في حديثه لـالعربي الجديد إن تلك التصريحات تشير إلى عمق الصراع السياسي في البلاد موضحا أن عمران خان لديه شعبية كبيرة جدا ورغم كل المحاولات من قبل الحكومة والمؤسسة العسكرية لا يزال يحظى بأغلبية كبيرة في البلاد وخصوصا بين جيل الشباب عبد المالك خان أحداث مايو كانت بمثابة انقلاب في المقابل قال المحلل السياسي الباكستاني عبد المالك خان لـالعربي الجديد إن الجيش والحكومة حاليا يقودان باكستان في ظروف استثنائية جدا موضحا أن بلادنا تمر بمرحلة حرجة للغاية هناك مؤامرات خارجية وتحديات داخلية والمؤسسة العسكرية ومعها الحكومة تتخذان خطوات بجرأة وشجاعة وهناك في الساحة السياسية من يعرقل تلك المسيرة ويقوم بما سيدفع البلاد نحو حرب أهلية واعتبر أن ما قام به حزب عمران خان من الأحداث المعروفة بأحداث مايو في باكستان اضطرابات واشتباكات مع الأمن جراء اعتقال عمران خان كانت بمثابة انقلاب مضيفا أن قوات الأمن لم تعط الفرصة لهم وفي رأيه لا ينكر أحد أن خان له نفوذ ولكن عليه أن يتنازل تارة ويتمسك بمواقفه تارة أخرى غير أنه لا يفعل ذلك حتى الآن ويرى نفسه على صواب ولا شك أن الانقسام بين مؤسسات الدولة ولا سيما بين المؤسسة الأمنية والأحزاب السياسية لها تبعات ثقيلة جدا على الوضع الأمني وقال المحلل الأمني الباكستاني العميد المتقاعد محمود خان ختك لـالعربي الجديد إن وقوف القبائل والأحزاب السياسية الكبيرة مثل حزب عمران خان وجمعية علماء الإسلام بزعامة المولوي فضل الرحمن والأحزاب القومية كلها في وجه الجيش ومعارضة شن عمليات في مناطق الشمال والجنوب الغربي انقسامات لها آثار سلبية كبيرة على معنويات الجنود وأوضح في هذا السياق أن بعضا من القوات شبه العسكرية وقوات الشرطة لم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر أو خمسة أشهر ولا يوجد من يثير القضية فالكل مشغول في الصراع السياسي ورأى أن الوضع الباكستاني حاليا يقتضي التغاضي عن الخلافات الداخلية والاهتمام بمصالح البلاد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم