كوكاس يستعرض تفوق عالم المال والتكنولوجيا على الفكر السياسي التقليدي
استعرض الكاتب المغربي عبد العزيز كوكاس التغيرات التي جعلت المال والتكنولوجيا يتقدمان على الفكر السياسي التقليدي، وذلك في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم في مجالي السياسة والاقتصاد، موردا أنه في ظل هذا التوجه الجديد، أصبح رجال الأعمال مثل دونالد ترامب وإيلون ماسك رموزًا للمرحلة القادمة، حيث تتجاوز السياسة التقليدية حدودها لتصبح مرتهنة بمصالح اقتصادية ضيقة.
وأورد المصدر ذاته أن هذا التحول يؤشر على بداية انهيار المنظومات الفكرية التي قامت عليها الديمقراطيات الغربية، ويعكس بداية نهاية عصر القيم الإنسانية التي كانت تشكل دعائم السياسة العالمية.
وقارن كوكاس في مقال توصلت به هسبريس بين النظام السياسي التقليدي الذي كان يعتمد على مفاهيم العدالة والمساواة، وبين النظام الجديد الذي يقوده رجال الأعمال والشركات الكبرى، مشيرا إلى أن هذا التحول في القيادة السياسية لا يمثل فقط تهديدًا للفكر السياسي التقليدي، بل قد يعمق التفاوتات الاجتماعية ويزيد من الاستقطاب السياسي، ليجعل العالم أمام تحديات جديدة تتجاوز الحدود التقليدية التي رسمتها الديمقراطية الغربية.
نص المقال
“ليس العنف ضروريا لتدمير حضارةٍ ما؛ كلّ حضارة تنهار إثر لا مبالاتها بالقيم الفريدة التي قامت عليها”، الفيلسوف الكولومبي نيكولاس ڠوميز داڤيلا.
يدل نجاح ترامب للولاية الثانية وعودته إلى البيت الأبيض بنصر كبير، على أن الديمقراطية ومعها كل الأنساق الفكرية الكبرى التي كبرنا في أحضانها وعشنا على تمثلاتها، تبحث لنفسها عن جنازة تليق بها، ذلك أن التصريحات التي حملها خطاب الرئيس الأمريكي وسلسلة التهديدات التي أطلقها حتى قبل تنصيبه، وكمّ وحجم القرارات التي وقّع عليها في ظرف قياسي منذ 20 يناير الماضي، تؤشر على أن السياسة كما اعتدنا ممارستها بالأساليب التقليدية سوف لن يبقى لها وجود. العالم الذي تقوم قيامته الآن، لم يعد محكوما فقط بما كان يسميه ريجيس دوبريه “السيطرة اللامرئية” التي تجتاح الدول والأمم، غابة من الأشباح غير المرئيين يتحكمون في تفاصيل توجيه القرن، بل بقوى مرئية لم تعد تخفي نفسها، قوامها المال والإعلام والآلة العسكرية والتكنولوجية الحديثة، يعكسها هذا الثنائي: دونالد ترامب وإيلون ماسك كعتبة عليا لقيامة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على