شراكة سعودية عمانية لجذب السياح وجهة موحدة تستهدف آسيا
٥٣ مشاهدة
شهد قطاع السياحة في منطقة الخليج بوادر شراكة استراتيجية متنامية بين السعودية وسلطنة عمان مع تركيز خاص على الترويج للجذب السياحي من الخارج وبالأخص أسواق شرق آسيا التي تعد من أبرز روافد السياحة الوافدة عالميا وبرزت معالم هذه الشراكة في مؤتمرات ومعارض دولية عدة خلال الأسابيع الأخيرة إذ عقدت لقاءات بين مسؤولين من الطرفين وجرى الإعلان عن اتفاقيات متعددة لتعزيز الحضور الخليجي على خريطة السفر العالمية وتعكس هذه التحركات تصاعد طموحات السعودية وعمان في تنويع روافد الاقتصاد وتوفير تجارب سياحية ثرية وعصرية تتناسب مع تطلعات الأجيال الجديدة من المسافرين حسب تصريحات أدلى بها وزير السياحة العماني سالم المحروقي على هامش مشاركة سلطنة عمان في اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة التي استضافتها الرياض للمرة الأولى في الفترة من 7 إلى 11 نوفمبر تشرين الثاني الجاري وتستند انطلاقة هذه الشراكة بالأساس إلى تعاون مع شركات منصات السفر والتوزيع الرقمي الرائدة في آسيا مثل تريب دوت كوم Trip com Group إذ وقعت مذكرة تفاهم مشتركة بين الهيئة السعودية للسياحة وهيئة فيزيت عمان لتعزيز الترويج للوجهات الخليجية وربط الأسواق السياحية في الصين والمنطقة بأسلوب أكثر تكاملا وابتكارا في الحملات التسويقية وتقديم العروض الشاملة للزوار من شرق وجنوب شرق آسيا وتتضمن الشراكات أيضا دمج المعروض من المنتجات الفندقية وتجارب السفر والمرافق السياحية على ذات المنصات الإلكترونية ما يسهل على السائح الآسيوي والخليجي على حد سواء استكشاف الخيارات وحجزها مباشرة بمرونة وبأسعار تنافسية تكامل العروض السياحية في هذا الإطار يشير الخبير الاقتصادي العماني جاسم عجاقة لـالعربي الجديد إلى أن الشراكة بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في المجال السياحي ضرورية وأساسية وتندرج ضمن تخطيط استراتيجي واسع النطاق وتستند إلى تكامل طبيعي بين العروض السياحية في البلدين إذ تمتلك المملكة مواقع سياحية متنوعة بينما تزخر عمان بمناطق ذات طبيعة خلابة وجذابة وبالتالي يمكن أن يشكلا معا عرضا سياحيا غنيا وشاملا ويضيف عجاقة أن السياح خصوصا من أوروبا وآسيا باتوا يميلون أكثر إلى تنظيم رحلات تمتد لأسابيع تشمل زيارتين أو أكثر في المنطقة ما يجعل العرض المشترك بين السعودية وعمان جاذبا للغاية معتبرا أن هذا النموذج يمثل نوعا من الاندماج الأفقي في السياحة الدولية إذ تتعاون الدولتان لتقديم تجربة سياحية متكاملة في مقابل الاندماج العمودي الذي يقتصر على كل دولة على حدة وهذا التعاون لا يقتصر على البعد الاقتصادي حسب عجاقة بل يعزز أيضا الترابط السياسي والثقافي بين البلدين وهو أمر بالغ الأهمية في سياق التكتلات العربية والإقليمية لافتا إلى أن المواطن السعودي أو العماني سيشعر بفوائد هذا التكامل مباشرة من خلال ظهور عروض سياحية إضافية تجمع بين وجهتين في رحلة واحدة ما يفتح المجال لتقديم باقات بأسعار تنافسية مقارنة بوجهات سياحية أخرى تنويع الاقتصاد في السياق يبين الخبير الاقتصادي العماني مؤسس البوابة الذكية للاستثمار والاستشارات يوسف بن حمد البلوشي لـالعربي الجديد أن العلاقات العمانية السعودية تتخذ أبعادا جديدة ترتكز على منظور استراتيجي في المجال الاقتصادي ويعد التقارب في المجال السياحي ولا سيما التنسيق حول التأشيرات السياحية دليلا واضحا على سعي الدولتين نحو نوع من التكامل الاقتصادي المتبادل ويوضح البلوشي أن هذا التوجه يعود بالنفع المشترك على الدولتين خاصة في ظل التزام كل منهما برؤية تنموية طموحة رؤية السعودية 2030 ورؤية عمان 2040 إذ تهدف كل منهما إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنويع مصادر الدخل لافتا إلى أن كلتا الرؤيتين تضع تركيزا متزايدا على القطاعات غير النفطية ومن بين أبرزها قطاع السياحة الذي يعد من المجالات الواعدة نظرا لما يمتلكه من مزايا نسبية في البلدين من تراث ثقافي غني إلى تنوع جغرافي وطبيعة ساحرة ويرى البلوشي أن هذا القطاع يحوز قدرة كبيرة على توليد فرص عمل للشباب العماني والسعودي في وقت تشهد فيه سوق العمل في البلدين نموا في أعداد الباحثين عن فرص وظيفية مشيرا إلى أن السياحة لا تسهم في التشغيل المباشر فحسب بل تدفع بدورها قطاعات أخرى إلى النشاط والنمو مثل الطيران والنقل المحلي واللوجستيات والإرشاد السياحي فضلا عن تعزيز تداول العملات الأجنبية في الاقتصاد المحلي ورفع معامل المضاعف الاقتصادي ويخلص البلوشي إلى أن هذا التعاون الإقليمي المتعمق من شأنه أن يؤدي إلى تحول جوهري في هيكلة الاقتصادات الخليجية ويدفع بها نحو نموذج اقتصادي أكثر تنوعا واستدامة يتماشى مع متطلبات العصر وتحديات المستقبل