أوامر أميركية تسمح ببناء غزة الجديدة الخط الأصفر جدار برلين جديد

١٨ مشاهدة
فوجئت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بتلقي طلب من واشنطن هذا الأسبوع وافق عليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقضي بالسماح ببدء بناء غزة الجديدة والمقصود بذلك هو إعادة إعمار مدن في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي من الخط الأصفر المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار وبحسب صحيفة هآرتس العبرية التي أوردت التفاصيل اليوم الجمعة فإن المرحلة الأولى من خطة غزة الجديدة ستكون إعادة إعمار مدينة رفح جنوبي القطاع التي دمرها جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة وفي المرحلة الثانية سيعاد بناء مدن أخرى شرق الخط الأصفر بما في ذلك شمال القطاع وبعد إعادة إعمار كل منطقة بواسطة شركات من الدول الوسيطة سينسحب منها جيش الاحتلال ومن المفترض أن يقسم الخط الأصفر القطاع إلى غزة الجديدة في الشرق وغزة القديمة في الغرب على نحو أشبه بـجدار برلين غزة وفق تشبيه مصدر أمني إسرائيلي لم تسمه الصحيفة ورغم غياب جدول زمني للخطة التي يتوقع استغراقها سنوات تضغط الولايات المتحدة للمضي قدما فيها لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقة من مشكلتين جوهريتين وفقا للتقرير العبري الأولى أن المستوى السياسي لا يشارك في التغييرات الجذرية التي تخطط لها الولايات المتحدة في غزة والثانية أن الولايات المتحدة تبدو وكأنها تترك الجيش الإسرائيلي يواجه بمفرده غزة القديمة التي يصفها بأنها مليئة بـالإرهاب دون قدرة على العمل عسكريا وبحسب المسؤولين فإن الدول الوسيطة لا تبدي استعدادا لتولي الأمور في غزة القديمة بحيث تحاول مصر نقل المسؤولية إلى السلطة الفلسطينية أو إلى حركة فتح ورغم أن المستوى السياسي الإسرائيلي يرفض ذلك إلا أن المستوى الأمني يفضل هذا الخيار إذا ما حصلت إسرائيل على مسؤولية كاملة عن المنطقة ويقول مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إن حالة عدم اليقين تتزايد بشأن الخطط المستقبلية للولايات المتحدة في غزة والتي يبدو أنها حصلت على موافقة الحكومة الإسرائيلية خلال محادثات سرية دون إشراك المستوى الأمني ويضيف المسؤولون أن قادة المؤسسة يلتزمون الصمت خشية أن يتحولوا إلى أهداف سياسية من قبل الحكومة ووفقا لأحدهم فإن الجهات الأمنية لم يطلب منها أصلا إبداء رأيها حول تبعات الخطوات الجذرية التي تخطط لها الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا في غزة وأوضح لقد فقدنا القدرة على التأثير وإسماع صوتنا تجري أمام أعيننا تحركات استراتيجية في غزة لها تداعيات على مستقبل الدولة دون أن يكون لإسرائيل وخاصة للمؤسسة الأمنية أي تأثير على العملية وبموجب الخطط فإن نقل سكان القطاع من غزة القديمة إلى غزة الجديدة سيتم تحت إشراف يفترض أن يضمن عدم سيطرة عناصر حركة حماس على المنطقة الجديدة أيضا لكن في الجيش الإسرائيلي هناك تشكيك في إمكانية منع ذلك كليا ووفقا لمصادر استخباراتية فإن غزة القديمة في إشارة إلى مدينة غزة ومخيمات الوسط والمناطق الإنسانية التي وصل إليها السكان خلال الحرب تخضع لسيطرة كاملة من قبل حماس nbsp ويرى مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية أنه في الوقت الحالي لا يوجد أي طرف قادر على زعزعة مكانة الحركة في هذه المنطقة وبحسبهم كان الجيش الإسرائيلي يعتقد أن عشرات الآلاف من الجنود الأجانب من دول مختلفة سيدخلون إلى المنطقة ضمن قوة متعددة الجنسيات تهدف إلى حماية الاتفاقات ونزع سلاح حماس وإزاحتها عن الحكم وضرب بنيتها التحتية العسكرية لكن الآن يقول الجيش إن كل قوة أجنبية من المتوقع أن تدخل إلى القطاع لا تنوي دخول غزة القديمة وتشترط الولايات المتحدة والدول التي ترسل قواتها نشر الجنود في غزة الجديدة أو في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي ولا توجد قوة دولية توافق على التعامل مع تفكيك حماس إحباط في المؤسسة الأمنية بشأن خطط غزة ونقلت هآرتس عن مسؤول سابق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مطلع على خطط إعادة إعمار غزة قوله لا أحد مستعد لتحمل المسؤولية عن غزة القديمة وهذا يتركنا أمام مشكلة سيكون من الصعب جدا التعامل معها في المؤسسة الأمنية يشعرون بالإحباط من غياب النقاش حول الموضوع وكل التعليمات المتعلقة بغزة تصلهم من مسؤولين أميركيين وليس من المستوى السياسي في إسرائيل وفي المحادثات مع الولايات المتحدة حاول كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فهم من سيتحمل المسؤولية عن غزة القديمة حيث يتواجد حاليا جميع سكان القطاع ومن سيدخل إليها الغذاء والمساعدات ولدهشتهم أجاب الأميركيون بوضوح إسرائيل هي المسؤولة وقد وعدوا بمساعدة إسرائيل قدر استطاعتهم في إدخال المساعدات من خلال الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إلى ذلك حذر مسؤولون في المؤسسة الأمنية المستوى السياسي الإسرائيلي من أن إسرائيل قد تلزم بتقديم المساعدات لسكان غزة دون أن تكون قادرة على مراقبة أن هذه المساعدات لا تصل إلى حماس وفق زعمهم كما أعربوا عن مخاوفهم من أنه في حالات الأزمات الإنسانية أو تطورات أخرى لن تتمكن إسرائيل من الرد بشكل فعال وحتى اليوم لم يتلقوا أي رد من المستوى السياسي ونقلت الصحيفة العبرية عن ضابط يخدم في القوات المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة لم تسمه قوله هناك إحباط كبير جدا وفهم بأنه لا يوجد ما يمكن فعله حقا كل لقاءاتنا مع الأميركيين لا تنتهي فعليا بتفاهمات أو قرارات واضحة على الأرض في كل الاجتماعات في كريات غات حيث يوجد مركز التنسيق الأميركي لا يمكن ملء أربع صفحات في دفتر الملاحظات مجرد كلام فارغ أضاف كل شيء يقرر في الأعلى ومن هناك يملى علينا كأوامر ليس كنتائج لنقاشات معمقة تبحث في التداعيات الاستراتيجية على غزة وعلى أمننا صفقة سرية ويسود شعور بين كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الذين تحدثوا إلى هآرتس بأن الولايات المتحدة قررت التحرك بسرعة وربما بسرعة زائدة وتعزز هذا الشعور في الأيام الأولى بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 9 أكتوبر تشرين الأول الماضي عندما طلب من كبار المسؤولين في المؤسسة حضور إحاطات من مسؤولين في الإدارة والجيش الأميركيين وهناك سمعوا عن خطط أعدت مسبقا دون أن تمنح لهم فرصة لإبداء رأيهم ولفتت الصحيفة إلى أن الفجوة بين تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي توقعت أن حماس لن تفرج عن جميع الأسرى الأحياء وبين الواقع الذي شهد إطلاق سراحهم جميعا خلال فترة قصيرة دفعت مسؤولي الأجهزة الأمنية إلى الاستنتاج بأن هناك معلومات حاسمة تنقصهم ويقدر كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين اليوم أن هذه المعلومات موجودة في الاتفاقات التي توصلت إليها كل من الولايات المتحدة وتركيا وقطر ومصر في محادثات سرية خارج إطار المفاوضات في شرم الشيخ ويعتقد هؤلاء أن الثقة التي تظهرها حماس تستند إلى ضمانات حصلت عليها من قادة هذه الدول وأن نتنياهو أو من ينوب عنه وافق على ذلك ويشددون على أن هذا مجرد تقدير إذ لم يطلب منهم حتى الآن إبداء رأيهم المهني في الدوائر السياسية ولم يعرض عليهم أي من التفاهمات التي تم التوصل إليها بين حماس والوسطاء

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم