nbsp في لحظات مختلفة منه يشبه خطاة Sinners للأميركي راين كوغلر أفلاما أخرى لكنه ينتهي عملا فريدا من نوعه ربما يبدو هذا التناقض واضحا بينما الفيلم 2025 ـ عبر استلهامه مصادر عدة ثم التعبير عنها ومزجها بسلاسة ويسر ـ يحقق شيئا مميزا في سياق هوليوود اليوم يمكن وصف خطاة بأنه مزيج من مفترق طرق 1986 لوالتر هيل ومن الغسق حتى الفجر 1996 لروبرت رودريغيز لكنه يشير أيضا في مقاطع منه إلى فيلمي كونتين تارانتينو أوغاد بلا مجد 2009 ودجانغو غير المقيد 2012 وأيضا إلى بلاككلانزمان 2018 لسبايك لي ومشاريع مستوحاة من قصص مصورة زاخرة بالدماء والعنف بلايد صائد مصاصي الدماء ومدينة الخطيئة والموتى السائرون إشارات واقتباسات وحوارات بما في ذلك أسطورة مغني البلوز روبرت جونسون وبيعه روحه للشيطان يرسيها كوغلر في فيلمه هذا الذي أنتجه وكتب قصته أيضا يغادر التوأمان سموك وستاك مايكل ب جوردان في دور مزدوج شيكاغو عام 1932 بعد جنيهما ثروة طائلة عبر ارتكابهما مختلف أنواع السرقات والتصرف كعصابة إجرامية يعودان إلى كلاركسديل بلدة ريفية في ولاية ميسيسيبي بهدف إنشاء ملهى ليلي للموسيقى الحية والرقص وبيع الكحول والمقامرة هناك يظهر أو يعود أقارب كسامي مايلز كاتون ابن عمهما الموسيقي الشاب وأحباء قدامى كماري هايلي ستاينفيلد وآني ونمي موساكو وشخصيات متداعية بقدر ما أنها ساحرة كزميلهما الموسيقي دلتا سليم العظيم دلروي ليندو تكمن المشكلة في أن المنطقة مليئة بتهديدات متنوعة ومرعبة من متعصبي كو كلوكس كلان ومصاصي الدماء المتعطشين للدماء والغزوات الذين يقودهم شاب ذو أصل أيرلندي يدعى ريميك جاك أوكنول لا يأخذ خطاة نفسه بجدية أبدا لكنه في الوقت نفسه مصنوع بجدية بالغة يصور كوغلر أفلامه بطاقة وإبداع وجمال بصري بشكل رائع في المشاهد الموسيقية والرقصات الخلفية كما في المعارك بالأيدي بين الموتى الأحياء وأولئك المصابين حديثا الذين يريدون ضمهم إلى الجانب الآخر الشخصيات الساحقة والمواقف المتطرفة والموسيقى الصاخبة للودفيغ غورانسون وصور أوتمن دورالد أركاباو بتقنية آيماكس 65 مم كل شيء جامح وصاخب وممتع جدا nbsp nbsp تقول أسطورة يستشهد بها خطاة إن روبرت جونسون باع روحه للشيطان عند مفترق طرق في مكان ناء في ولاية ميسيسيبي ليصبح أعظم موسيقي بلوز في التاريخ استخدم والتر هيل هذه الفرضية لتصوير رالف ماتشيو مفتونا بالخلود في مفترق طرق قصة سحرية وباطنية وأنثروبولوجية وقبل كل شيء إعلان لمبادئ الموسيقى البلوز كتراث ثقافي تعود أصوله إلى فجر التاريخ يتخذ كوغلر هذه الفكرة الخيالية والفانتازية نغمة رئيسية لـخطاة حكاية ليلية مليئة بالرعب وقصة جنوبية شعبية مع موسيقيين ومصاصي دماء وساحرات وعصابات ورشاشات تومسون وأيضا دراما قوطية تعيد كتابة بالحبر الأحمر وصوت الغيتار روائيين كلاسيكيين قوقازيين ورجال أمثال إرسكين كالدويل بتأثير خفة وفطنة الأدب النوعي لمؤلفين أفروأميركيين كأوكتافيا إي بتلر يبتعد كوغلر بطريقة محفزة وفوضوية تقفز من نوع أدبي إلى آخر عن سينما استغلال السود blaxploitation تلك الظاهرة السبعينية التي حققت نجاحا كبيرا في شباك التذاكر خاصة في مجال الرعب ومصاصي الدماء خطاة وفي لطابع عمل مصاصي الدماء بأصالته وجذريته لكنه ليس دراكولا الأسود ولا يتظاهر بذلك كما أنه ليس الفيلم الأكثر فكرية واستكشافا للتراث الأميركي ـ الأفريقي الخارق للطبيعة بل أشبه بقفزة حرة الموسيقى فيه أهم ليصبح اللون الأرجواني لهذا العصر أوجه التشابه مع تحفة ستيفن سبيلبيرغ اللون الأرجواني 1985 واضحة لم يحاول أحد إخفاءها البلدة الضائعة في أعماق الجنوب الأميركي العنصري المواجهة بين قس الكنيسة الخائف من شيطان مغر وموسيقي البلوز وابنه المتأرجحة موهبته الموسيقية بين حرية البلوز الشيطانية الارتجال كإرادة حرة حقيقية للإنسان وتكريس الغناء الديني وتسليم الموسيقى إلى إله عنيد كالشيطان ومخلوقاته الليلية يظهر خطاة هذا بوضوح تام يكاد يكون مضحكا أحيانا مشهد تتعايش فيه الموسيقى والموسيقيون عبر العصور تحت سقف واحد لكنه أحيانا أخرى مشهد تجمع مصاصي الدماء على أنغام موسيقى البلوغراس على ضوء القمر يصل إلى درجات من التميز لم تشهدها سينما الرعب منذ سنوات رسالته الختامية لاأدرية بفكرتها عن عالم ظاهر وآخر سفلي حيث يسخر منا الخير والشر وحيث الموسيقى الجنة الحقيقية والذكرى الحقيقية لحياة وحب وفجر أخير ينسجم خطاة مع الخطيئة والجنس وموسيقى البلوز لوهلة يبدو إحدى مساهمات سينما الرعب الأفروأميركية الجديدة التي يكون فيها البيض أشرارا يأتون للتغذي حرفيا على السود لكنه يستوي في النهاية هجائية فاتنة للعنصرية والتفوق الأبيض والتعصب الأعمى بمزيج سينمائي من النقد الاجتماعي والموسيقى والرعب الخارق للطبيعة والحركة والكوميديا مزيج ناجح سينمائيا يرتبط أيضا باللحظة السياسية الراهنة في الولايات المتحدة حيث شرعت الحكومة المتحالفة مع حركات تفوق العرق الأبيض والحركات الدينية المتطرفة في محو حتى ماديا تاريخ الأميركيين الأفارقة